تحت رعاية الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وعناية اللواء/ إسماعيل صفوت، رئيس قطاع مدن البعوث الإسلامية، نظَّم (القسم الثقافي والديني) بإدارة رعاية الشباب، بالتعاون مع مركز الدراسات الأشعرية لقاءً ثقافيًّا بعنوان "السلفية المعاصرة"، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 3/4/2018 م بقاعة الاجتماعات الكبرى عقب صلاة المغرب.
وألقى أ.د/ عبد الله محيي الدين أحمد، أستاذ العقيدة والفلسفة، ووكيل كلية أصول الدين، جامعة الأزهر بالقاهرة، محاضرة عن "السلفية المعاصرة، والفرق بين السلف الصالح، والسلفيين في العصر الحديث".
أشار أ.د/ عبد الله محيي، أنَّ مفهوم السلف في الماضي هم جيل الصحابة والتابعين، والذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: "خيرُ القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"، موضحًا أن الخلاف بين السلف الحديث والسلف في الماضي، يكمن في فهم بعض الآيات القرآنية، وهي ما أُطلق عليها آيات الصفات كقوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}، وقوله: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ}، وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}، وقوله: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}، فلا يمكن في الآيات السابقة أن يُراد بها المعنى الحسي، ولكن سلفنا الصالح كانوا يقولون: آمنا بما جاء عن الله على مراده، وهذا يُسمى منهج التفويض، أي يفوضون المعنى لله عزَّ وجلَّ.
وأضاف: هناك كثير من الفرق الضالة تجسِّم الله سبحانه وتعالى كالمشبهة والمجسمة، وهذا خطأ شديد يأباه العقل والنقل.
وتابع محيي الدين: قائلًا: "يأتي ابن تيمية في القرن السابع الهجري، ويثبت أنَّ لله يدًا، ولكنها ليست كأيدينا، وأثبت النزول الحقيقي لله سبحانه وتعالى، وهو ما أشار الحديث النبوي الشريف: "يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ"، وهو ما يؤكد أن منهج ابن تيمية يصادم العقل والواقع، وقد قام غلاة الحنابلة حتى وصلوا إلى محمد بن عبد الوهاب، وأثبتوا اليد والعين والرجل والاستواء، وهو ما يُسمى بمنهج الثبوت، وكما قلنا: هذا يصادم العقل والنقل، وهذا هو منهج ما يسمى بالسلف المعاصر، وهو بعيد كل البعد عن الصواب، وبعيد كل البعد عن منهج سلفنا الصالح رضي الله عنهم.
هذا، وقد أشرف على تنظيم اللقاء د. عبد العزيز عبد اللطيف مبروك، مدير القسم الثقافي بمدينة البعوث الإسلامية.