29 ديسمبر, 2016

المشاركون في حوار الأزهر المجتمعي بمحافظة سوهاج: شباب مصر قادر على صناعة المستقبل بقوة إرادته وعزيمته

-  وكيل الأزهر: الخلافة ليست نظاما ملزما للحكم.. والجهاد شرع لردع الاعتداء.
 
برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يواصل الأزهر الشريف عقد لقاءات الحوار المجتمعي مع الشباب في مختلف المحافظات، حيث نظم اليوم حوار مجتمعيًا بمحافظة سوهاج، بحضور أ.د/ عباس شومان، وكيل الأزهر، والدكتور/ أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج، وأ.د/ صفا محمود السيد، رئيس جامعة سوهاج، واللواء/ مصطفي مقبل، مدير أمن سوهاج، والأنبا/ باخوم، أسقف سوهاج والمنشاة والمراغ، حيث تناول اللقاء كيفية الارتقاء بدور الشباب ودور التعليم في تنمية قدراتهم، وكيفية مواجهة التحديات التي تواجه الوطن خلال تلك المرحلة خاصة الأفكار التي تحاول اختطاف الشباب وتوجيههم نحو فكر العنف والتطرف، وإبعادهم عن المساهمة في الجهود التي تُبذل لنهضة الوطن.
وأكد المشاركون في الحوار أن من الواجب علينا جميعًا أن نعمل من أجل مستقبل الشباب، وأن تكون لدينا الثقة الكاملة في قدرتهم على صناعة المستقبل بقوة إرادتهم وعزيمتهم، مشددين على ضرورة وضع مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني رؤية مستقبلية لدور الشباب خلال تلك المرحلة؛ حتى يحقق الشباب ما هو منشود من خلال فهم الواقع والتركيز على الاهتمام بقضية التعليم.
وقال فضيلة أ.د/ عباس شومان، وكيل الأزهر، إن هذا اللقاء للحوار مع الشباب والاستماع إليهم، وخلال الإجابة على أسئلة الشباب تساءل وكيل الأزهر: من المسئول عن تشويه الفكر الإسلامي؟ قائلا: هم الجماعات المتطرفة التي تحاول السيطرة على الشباب من خلال تشويه مصطلحات مثل الخلافة لتبرير أفعالهم الإرهابية، كما يستخدمون مصطلح الجهاد، كما فعل قاتل السفير الروسي الذي ردد عبارات أكثر إيلاما من القتل، وهذا دليل على استغلال تلك المفاهيم وتشويهها، فالرسول منع الاعتداء على السفراء والأمنين، وأمر بقتل مسلم قتل غير مسلم غيلة، وقال (أنا أحق من وفَّى بذمته)، متسائلا: كيف عاهد هذا القاتل الرسول وهو لم يعرف حتى تعاليم دينه التي حرمت قتل الآمنين؟! مؤكدًا أن الأزهر الشريف شدَّد مرارًا وتكرارًا أن الخلافة ليست نظامًا ملزمًا للحكم، والشريعة الإسلامية تحوي كافة الأنظمة، والجهاد إنما شرع لردع الاعتداء على البلاد الإسلامية لا احتلال الدول ومحاربتهم، والجهاد لا يكون لجماعات ولا أفراد وإنما تنظمه الدول.
وأوضح وكيل الأزهر أن الإعلام يتحمل مسئوليته عن تشويه تلك المفاهيم عن طريق ترديد المصطلحات التي يرددها الإرهابيون ومحاولة نسبتها للدين الإسلامي، وكأنه يعطي مسوغا للهجوم على الإسلام.
وأكد د/عباس شومان أن الأزهر يدرس به أكثر من 40 ألف طالب من دول العالم المختلفة، ولم يثبت يومًا أنه تخرج منه من يحمل فكر العنف والتطرف، ومن يقول غير ذلك فهو مدلس، موضحًا أن الأزهر والإعلام والثقافة والكنيسة كلهم مسئولون عن تصحيح تلك المفاهيم، وحماية الشباب؛ حتى لا ينخرطوا في فكرالجماعات التي خرجت بفكرها عن الشرائع والأعراف الإنسانية.
وقال وكيل الأزهر إن نجاح الحوار المجتمعي مرهون بتضافر كافة المؤسسات الإعلامية والثقافية والشبابية مع الأزهر والكنيسة والأوقاف؛ لبث خطاب ثقافي وفكري قادر على تصحيح كثير من الأفكار والرؤى الخاصة بالإبداع والحرية، وكافة المعارف التي تبني ثقافة الشباب.
كما أكد وكيل الأزهر على أهمية دور الإعلام وتأثيره على عقل الشباب، فالإعلام يسطيع أن يقدم الكثير، وعلى القائمين عليه المشاركة الفاعلة خاصة في هذه المرحلة المهمة التي تسهم كثيرًا في تكوين فكر الشباب، فالكلمة أمانة ولها خطر شديد، وقد تلقي بصاحبها في مشاكل كثيرة ويكفي أنها تغضب الله إذا تسببت في إيذاء أي إنسان.
وأشار إلى أن الأزهر أعد منهجًا دراسيًا يحمل اسم مادة الثقافة تحوي كافة القضايا الفكرية التي تحمي الشباب يتم تدريسها بجامعة الأزهر، ونأمل أن يتم تعميمها في كافة المجتمعات وتصلح للتدريس لكافة العقائد.
وقال الدكتور أيمن عبدالمنعم، محافظ سوهاج، إن الحوار وسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية ، مؤكدًا أن شباب مصر ليس مهمشًا كما يحاول البعض الترويج لذلك، مطالبًا بضرورة التحرر من الأفكار الجامدة، وأن نعمل على إطلاق الأفكار للإبداع، ونساعد الشباب على تقديم أفكارهم واختراعاتهم وتبنيها.
وأجاب محافظ سوهاج عن دور الدولة في مواجهة ارتفاع الأسعار وجشع التجار قائلا: إن الغلاء مشكلة عامة خاصة في ظل وجود جشع من قبل بعض التجار، لكننا نعمل على محورين، الأول: توفير المواد، والثاني: المتابعة والرقابة، والأمن يقوم بدور كبير يوميًا في مواجهة جشع التجار، من خلال الحملات اليومية بالتعاون مع التموين، مضيفًا نحاول توفير السلع بسعر مناسب للقرى والنجوع.
وقال الدكتور صفا، رئيس جامعة سوهاج، يجب أن نضع رؤية حقيقية لمستقبل الشباب، وأن لا نشكك في انتمائهم لوطنهم، وأن نركز على تحقيق العدالة والانتماء للوطن وغرس القيم الأخلاقية، مشيرًا إلى أن أفضل شيء ندعم به مستقبل الشباب هو محاربة الفساد، وعدم تهميشهم والقضاء على المحسوبية والوسائط؛ لنمنح الشباب الثقة الكاملة في قدرتهم على الارتقاء بمكانتهم من خلال قدراتهم.
وأضاف خلال إجابته على أسئلة الشباب أن الجامعة تطبق أحدث طرق التعليم، وهناك مقترحات جديدة سنطبقها خلال السنوات المقبلة.
وقال الأنبا باخوم إنه سعيد بعقد تلك اللقاءات التي تجمع الشباب من أجل وضع رؤية مستقبلية لمستقبل الوطن، مؤكدًا أن محبة الوطن تجري في عروقنا، من خلال وحدتنا الوطنية وحسن الجوار فيما بيننا.
وأضاف أن مصر باركتها الأنبياء، فكيف لا نسعد بالانتماء إليها؟ وكيف لا نخدمها ونرفع رايتها عاليا في كافة المحافل؟ مصر فضلها علينا كبير ويجب أن نعمل على تنميتها، وأن لا نسمح لأحد أن يفرق بيننا.
وعن الهجوم على رجال الدين ومحاولة إيقاع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين أجاب الأنبا باخوم: إننا في مصر يجب أن نقدر ونحترم رجال وعلماء الدين مسلمين ومسيحيين؛ لأن لهم فضلا كبيرًا في التوجيه والإرشاد، وحماية الشباب من الوقوع في براثن الأفكار الهدامة، وأشار إلى أن الإسلام ينادي بالمودة والمسيحية بالمحبة.
وقال اللواء مصطفي مقبل،  مدير أمن سوهاج، إن أجهزة الشرطة ليست بمعزل عن المجتمع أوالمشاركة في الحوارات من أجل الاقتراب من الشباب بصفة خاصة، مؤكدًا على احترام الشرطة لكافة أفراد الوطن، ونعاهدهم أن نعمل على تحقيق الأمن والأمان، فالأمان الاجتماعي مسئولية الجميع.