31 يناير, 2017

وكيل الأزهر من معرض الكتاب: القراءة مفتاح القضاء على التطرف والإرهاب

ـ لا تطرف في الأديان.. وضبط الخطاب الدعوي يتطلب تضافر مختلف الوزارات والهيئات

نظم جناح الأزهر الشريف بمعرِض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة حوارية بعنوان "من يصنع التطرف؟"، بقاعة ضيف الشرف بالمعرض، حاضر فيها فضيلة أ.د/ عباس شومان، وكيل الأزهر، والتي تضمنت نقاشات مع الحاضرين حول الأسباب التي أدت إلى ظهور التطرف والإرهاب.

وقال وكيل الأزهر إن معرِض الكتاب يعد بمثابة عُرس فكري وعلمي يتكرر كل عام، وإن القراءة هي السبيل الأول إلى فهم الحضارات والثقافات والأديان، وهي الركيزة الأولى لبناء المجتمعات السلمية المتفتحة، لافتًا إلى أن الانصراف عن القراءة والإبحار في العلوم والثقافات ساهم في إنتاج بعض أفكار المتطرفين الذين خرجوا على مجتمعاتهم بأعمال عنف نتيجة قصور في فهم نصوص الأديان والرسالات، فالتطرف مرتبط بالغلو وكلاهما مرتبط بالإرهاب.

وأكد أن المعرفة والقراءة تساهم في حماية الشباب من صانعي التطرف الذين يجدون في إشاعة الجهل بيئة خصبة لنمو أفكارهم، ويستخدمون كافة الأدوات التي تمكنهم من التعامل مع النصوص والأخذ منها بما يوافق أغراضهم ووضع التأويلات الخاطئة، مشيرًا إلى أن غالبية المتطرفين إن لم يكن جميعهم حاليًا ينتمون إلى هذا الفكر، وانتهجوا الصدام مع المجتمع بمختلف طوائفه حتى مع أنفسهم اعتقادًا منهم بأن هذا هو التدين والزهد، وينتهجون تكفير المجتمعات بدءًا من الحكام حتى الأهل والأقارب.

وأشار إلى أن المتطرفين يعملون دائمًا على حمل المجتمعات إلى أفكارهم بالقوة ويستخدمونها حتى مع أهلهم، موضحًا أن التطرف موجود في كافة المجتمعات بعيدًا عن الارتباط بالأديان بها فلا تطرف في الأديان، ولكنها ظلمت باقتراف هؤلاء المتطرفين لأعمال إرهابية تحت مسمى الدين، وكأنهم يملكون مفاتيح الجنة، ويعتقدون أنهم على الصواب وما عداهم فهم متطرفون والحقيقة هي العكس.

وشدد وكيل الأزهر على أن الآونة الأخيرة قد ظهر فيها من يتحدثون في أمور الدين دون معرفة بالمفاهيم العامة عن علوم الدين، ويتصدون للفتوى والحديث في الدين عبر وسائل الإعلام ويضللون الناس، محذرًا هؤلاء من خطورة التصدي للفتوي دون فهم الدين فهمًا صحيحًا، متعجبًا من إطلاق ألقاب مفكرين وفلاسفة على مثل هؤلاء الذين لم يدرسوا علوم الشريعة، مشددًا على ضرورة احترام التخصص، فإذا كنا لا نسمح لأي شخص بإجراء عملية جراحية إلا إذا كان من أهل التخصص، فكيف نسمح لغير المتخصصين أن يتصدروا للفتوى والدين ويغرقوا المجتمعات في التطرف والإرهاب.

وأكد أن ضبط الخطاب الدعوي يتطلب تضافر مختلف الوزارات والهيئات المنوطة بذلك، فلا يمكن أن نعالج مشاكل التطرف إلا بمنع غير المؤهلين والمتخصصين من الحديث للناس، فلا يمكن مجابهة الإرهاب في ظل نشر خطاب العنف والتطرف عبر بعض المنابر الإعلامية وإعطاء المساحات لأدعياء الفكر وغير المتخصصين، وليس كل الإعلاميين كذلك؛ فكثير منهم ينشر البيان الصحيح للناس ولا يتحدث إلا بما يعلم، وهنا نجدد القول بأن قناة الأزهر قادمة وستكون منارة لنشر الفكر الوسطي.

كما أكد فضيلته أن الأزهر الشريف يقوم بدوره في نشر الفكر الوسطي الصحيح بعيدًا عن التطرق والمغالاة، ويعمل على تحقيق  هذا الدور على أكمل وجه بجهود مكثفة وعمل شاق لتبوء الدور الذي يرضاه المجتمع للأزهر على أرض مصر وخارجها، وجناح الأزهر به نسخ من الكتب التي تم تعديل المناهج بها في إطار تطوير المناهج وتحديثها وإضافة المستجدات، ونحن هنا لا نقول أنها كما نريد، ولكن هذه مرحلة انتقالية ونحن نكثف الجهود في هذا الإطار لتطويرها على أفضل حال.


كلمات دالة: