25 مايو, 2017

خلال استقباله وفدًا من الدارسين بكلية الدفاع البريطانية.. وكيل الأزهر: التعددية الفكرية هي السمة الرئيسة لفكر ومنهج الأزهر

-أصحاب الديانات يستطيعون أن يعملوا معًا من أجل تحقيق السلام

-أصحاب الديانات يستطيعون أن يعملوا معًا من أجل تحقيق السلام

-نقف ضد التطرف والإرهاب ومن يدعمهما فكريًّا وماديًّا

استقبل فضيلة أ.د/ عباس شومان، وكيل الأزهر، وفدًا من الدارسين بكلية الدفاع البريطانية، من جنسياتٍ مختلِفةٍ، بمقرّ مشيخة الأزهر الشريف.

وفي بداية اللقاء رحّب وكيل الأزهر بالوفد، وقد أجاب فضيلته عن أسئلتهم التالية:

·       ما هو حجم التفاهُم بين المذاهب الشرعية رغم تعددها؟

قال فضيلته: إن التعددية الفكرية هي السمة الرئيسة لفكر الأزهر الشريف، ومناهجه في كافة التخصصات العربية والشرعية تقوم على هذا المبدأ، وهذه التعددية هي التي تُثَقّف الطلاب الدارسين وتجعل لديهم الاستعداد لتَقَبُّل الآخَر، مضيفًا أن تَعَدُّد المذاهب الفقهية لا يمثل مشكلة؛ لأن هناك أساسياتٍ تتفق عليها كافة المذاهب الفقهية؛ فكلها تتفق على أن الله واحد، وأن أركان الإسلام محصورة في خمسةِ أركانٍ، وعلى أن بعض الممارسات محرمة في الشريعة الإسلامية؛ كالقتل والسرقة وغيرها، وكل ذلك متفق عليه بين المذاهب المختلفة، أما الخلاف فلا يكون إلا في المسائل الفرعية التي لا تضر بل تُيَسِّرُ على الناس أمور حياتهم.                     

وأوضح وكيل الأزهر، أن الدراسة بالأزهر بهذه الطريقة تُعلّم الطلاب التعددية بأنواعها الدينية والفكرية والثقافية، و كل شخص من حقه أن يؤمن بما يشاء، لكن ليس من حقه أن  يفرض ذلك علي غيره؛ لذا لا يجد الأزهر مشكلة أو غضاضة في التعامل مع الكنائس الشرقية والغربية، فالأزهر يؤمن أن أصحاب الديانات يستطيعون أن يعملوا معًا من أجل تحقيق السلام، ويبقى الحساب والمُعتقَد لله، وليس لأحد من البشر أو لدين دون آخَر.

ماذا عن طبيعة العَلاقة بين الأزهر والكنيسة؟

 أجاب فضيلته: لدينا عملٌ مشترك مع الكنيسة؛ فعندنا كِيان فريد اسمه "بيت العائلة"، أسسه فضيلة الإمام، واستجابت له الكنائس، وذلك عقب أحداثٍ مؤسفةٍ تعرّض لها الشعب المصري، هذه التجربة يوجد بها 10 لجان مختلفة، وتم إنشاء أكثر من فرع في محافظات مصر، وجارٍ استكمال فروع باقي المحافظات، نتيجةً لنجاح التجربة، بل هناك بعض الدول طلبت من الأزهر الاطّلاع على التجربة؛ لدراستها ونَقْلها إلى بلادهم، ونسعى حاليًّا لإنشاء بيتٍ للعائلة العالمية بعد نجاح التجربة محليًّا، وهو ما دعا إليه بالفعل مؤتمرُ الأزهر العالميّ للسلام.                      

 كيف يواجه الأزهر أصحاب الفكر المتطرف؟

قال فضيلته: إنّ رأيَ الأزهرِ واضحٌ وصريح؛ فهو ضد كل صور التطرف والإرهاب ومن يدعمهما فكريًّا وماديًّا، ويواجه هذه الظاهرة بقوة؛ من خلال المواجهة الفكرية المباشرة، بحَصْر الشبهات وتفنيدها وإبطال مزاعم أصحابها.

وقد أنشأ الأزهر مرصدًا  إلكترونيًّا، يعمل ب 11 لغةً  من اللغات الحية، يقوم بهذا الدور، كما أطلق الأزهر مؤخرًا مركزًا عالميًّا للرصد والإفتاء يستقبل استفساراتِ الناس بأحدث التقنيات؛ لتفنيد الشبهات وحل المشكلات وتعريف الناس أمورَ دينهم، هذا بالإضافة إلى أن الأزهر يُرسل قوافل دعوية  من مجموعة من الشباب، خاصّةً للدول الغربية؛ لنَشْر الفكر الوسطي، للتعريف بالإسلام الصحيح.

كما قمنا بإجراء تعديلٍ على مناهجنا، خاصةً قبل الجامعية؛ لإدخال مُعالَجاتٍ على القضايا، حتى تُحَصِّن أبناءنا من الوقوع في براثن هؤلاء المتطرفين؛ لذا لا نجد أحدًا من خريجي الأزهر ينضم لمثل هذه الجماعات المخربة والمتطرفة، والأزهر لديه رؤية واضحة في محاربة التطرف، لكن على الجميع أن يتكاتف، وأن نتحدث عن الأسباب الحقيقية للإرهاب، والتصدي للداعمين له.

وفي نهاية اللقاء، توجّه الوفد لزيارة مرصد الأزهر، وأشادوا به، مُعبِّرين عن كامل سعادتهم بهذا الحصن العظيم، الذي يحارب أصحاب الفكر المتطرف بالحجة والدليل.


كلمات دالة: