04 مارس, 2018

كلية البنات الإسلامية بأسيوط تحتفي بالإمام السيوطي .. ملتقى العلوم العربية والشرعية

-وكيل الأزهر: الإمام السيوطي عالمٌ موسوعي مجدِّد

 

برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر، احتفلت كلية البنات الإسلامية بأسيوط، في مؤتمرها الدولي الأول، بالإمام جلال الدين السيوطي .. ملتقى العلوم العربية والشرعية، وذلك بحضور علماءَ من مصرَ والأردن والجزائر والكويت والسعودية، يناقشون 55 بحثًا علميًّا في الدراسات اللغوية والدراسات الأصولية والدراسات الشرعية، حيث افتتح فضيلة أ.د / عباس شومان وكيل الأزهر فعالياتِ المؤتمر؛ بنقْل تحيّات فضيلة الإمام الأكبر للمشاركين في المؤتمر، وتمنياته للمؤتمر بالتوفيق والنجاح.

وقال وكيل الأزهر: إن فرع جامعة الأزهر بأسيوط بدأ نهضةً علمية كبيرة؛ بعقد سلسلةٍ من المؤتمرات الدولية التي تسعى إلى وضع جامعة الأزهر في قلب الصعيد كما هي في القاهرة، مشيرًا إلى أن موضوع المؤتمر يأتي مع عالِمٍ موسوعيّ مجدِّد؛ وهو الإمام جلال الدين السيوطي.

وأوضح أن الكثير من المؤتمرات في عالمنا العالمي والإسلامي، إذا نظرنا اليها فمن الممكن أن نلخّصها في نقاط، ربّما لاستكمال بعض المتطلبات، على سبيل المثال: الكليات التي تتقدّم إلى اعتماد ضمان الجودة، أو للتنافس العلمي، أمّا مؤتمرات الأزهر فهي ليست كغيرها من المؤتمرات، كما يقول البعض؛ لأننا نستفيد من كل المؤتمرات التي نعقدها، وعلى سبيل المثال: في 2014 عقدنا مؤتمرًا بعنوان: (مؤتمر الأزهر لمواجهة التطرف والإرهاب) حضَرَه ممثلون من 100 دولة، وخرَج المؤتمر بعدّة توصياتٍ، قام الأزهر بتنفيذ ما يخصّه منها:
أولها: التبرؤ من الجماعات الإرهابية والعصابات المتطرفة، وأنهم لا يمثّلون الدين الإسلامي.
ثانيًا: التصدي للإرهاب بكل قوة، وقام الأزهر بالتعاون مع وزارة الداخلية، والشباب والرياضة، والتربية والتعليم، وغيرها من الوزارات، بعقد عددٍ من الندوات؛ لتصحيح المفاهيم المغلوطة، وما زالت هذه الندوات تُعقَد إلى الآنَ، كما قام الأزهر بإنشاء مرصد الأزهر العالمي للرصد والفتوى، والذي يُعَدّ الوحيدَ من نوعه في مصرَ -على الأقل- ويعمل بلغاتٍ عدّة؛ لرصد الشبهات والتصدي لها، وهو ما أشاد به العديد من الرؤساء والوزراء، ضيوفِ الأزهر الشريف من دول العالم.

كما قام الأزهر بإرسال قوافل السلام تجوب دول العالم لتصحيح المفاهيم وتوضيح حقيقة وسماحة الإسلام، والتصدي لظاهرة "الإسلاموفوبيا"، كما أنشأنا مركزًا للترجمة قام بترجمة 150 إصدارًا بـ 13 لغة، وعُرضت مؤخّرًا بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

وقال فضيلة أ.د/ محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر: هذا المؤتمر هو نقطةٌ من بحرٍ في سيرة ومسيرة العالم الأزهري الموسوعي الإمام جلال الدين السيوطي، الذي أغنى الباحثين عن تاريخه وشيوخه ومؤلفاته؛ حيث عقَد فصلًا لنفسه في كتاب "حُسْن المحاضرة في تاريخ مصرَ والقاهرة"، وتحدّث عن نفسه ومؤلفاته، وسطر فيه أنه تبحّر في 7 علوم هي: التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان والبديع، ودونَ هذه السبعة: أصولُ الفقه والجدل والإنشاء والترسُّل والفرائض والقراءات، والعجيبُ: أنه لم يَكتفِ بالعلوم النظرية، بل تَعَدّى ذلك أيضًا إلى علم الطب، أمّا علم الحساب فهو أعسرُ شيءٍ عليه.
وأضاف: أنّ هذا العالِم نموذجٌ حيٌّ لعلماء الأزهر؛ لأنه تعلّم وتخرّج ودرس في الأزهر الشريف، وقد أحسنت إدارة الكلية اختيارَ هذا العالِم الموسوعيّ ليكونَ موضوعًا للمؤتمر.
وقال الدكتور/ أسامة عبد الرءوف، نائب رئيس جامعة الأزهر، فرْع أسيوط: إن الهدف من تنظيم المؤتمر يأتي ضمن سلسلةٍ من الندوات والمؤتمرات التي يُنظّمها فرع الجامعة بأسيوط؛ من أجل توضيح الحقائق وتصحيح المفاهيم التي انتشرت بين الشباب، بهدف توجيههم وإرشادهم، وكذا دفْع كلّ الشوائب التي يحاول البعض إلحاقَها بتراث الأمة.
وأكد الدكتور/ محمد رفعت حمدان، عميد الكلية؛ أنه أشيع في الفترة الأخيرة في الأوساط العلمية والثقافية، أكاذيبُ تُرَوِّج لها مؤسساتٌ مشبوهة في الداخل والخارج، تَرمي التراثَ العلمي والإسلامي ورجالَه بالسطحية والجمود والعقم والظلامية، لا سيّما في القرون الخمسة السابقة على الحملة الفرنسية.
وأشار إلى أن الكثير من العَوامّ خُدعوا بأكاذيبهم، وكادت ترسخ في عقولهم مثل هذه الافتراءات؛ لكثرة ترددها في أجهزة الإعلام، فكانت فكرة تنظيم المؤتمر حول الإمام السيوطي وتراثه المتنوّع المتكامل، موضّحًا: أن الإمام السيوطي شخصيةٌ علمية خرجتْ من رحم الأزهر، ويأتي مؤتمرنا استكمالًا لرسالةٍ أزهرية ملموسة، واستكمالًا لجهود إمامنا الأكبر في التجديد.
وقالت الدكتوره/ إيمان مخلوف، مُقَرِّر المؤتمر: إن موضوع المؤتمر يفتح الأبواب جميعَها، ومنها ربْط التراث بالحاضر من خلال تقديم الباحثين رؤيتَهم الحديثة في تراث السيوطي، فدول العالم قاطبةً تحتفل بتراثها، بعودتها لتلك الأصول المتجذّرة بعمْق تاريخها؛ لتَبُثَّ الحياةَ من جديدٍ في ذلك الموروث الثقافي القادم إلينا من البعيد مُحَمّلًا بما خلفه الأجداد، فتحتشد آليّات التراث المادية والمعنوية وتستيقظ الذكريات من سباتها العميق؛ لتَرْقى بالتراث وتجعله عاليًا، كما كان دَومًا.
وأضافت: أن تراث أيّ شعبٍ من الشعوب له أهميةٌ خاصّة بالنسبة إليه، من خلال دوره المهم في ربط ماضيه بحاضره، ورفع مستوى الثقة لديه وإرساء قواعدَ وأسسٍ حضارية متوازنة لاستمراره وتقدُّمه وتحقيق ما يطمح إليه في مستقبله؛ فإقامة أيِّ شعبٍ حضارتَه على أساسٍ من ماضيه تُعطي دليلًا على أصالته وعراقته وتاريخه الحضاري، ويُمثّل مُنطَلَقًا حضاريًّا لمهارات الأجيال التالية، كما فتَح هذا الموضوعُ ربْطَ العلومِ والفنون ببعضها، من خلال دراسات الباحثين، لتعلُّقها ببعضها، وإبراز دَور إقليم الصعيد؛ من خلال جهودِ عالِمٍ إسلامي وعربي وصعيدي، هو جلال الدين السيوطي، بهدف الوصول إلى التطوير والنهوض والتقدُّم والتحضُّر، من خلال مظلّة كلية البنات الإسلامية بأسيوط.
ويناقش المؤتمر على مدى يومين: جهودَ الإمام السيوطي في الحديث وعلومه، وجهوده البلاغية ضمن علوم القرآن، وأثر العلوم اللغوية في دراسة الإمام السيوطي، ومنهجية البحث اللغوي عند الإمام السيوطي، والشاهد البلاغي في مؤلفاته، والإمام السيوطي والريادة العربية لفن القصة، كما يناقش المؤتمرُ قراءةً للبدعة في فكر الإمام السيوطي "دراسة تحليلية"، وموقف الإمام السيوطي من التصوف والمتصوفة، ومَوارِد الإمام السيوطي في كتاب تاريخ الخلفاء.
كما يناقش المؤتمرُ أيضًا: القضايا الفقهية المعاصرة عند الإمام السيوطي، والتقعيد الفقهي، والأحكام الفقهية للهَجْر؛ من خلال رسالة "الزَّجْر بالهَجْر"، للإمام السيوطي.

 


كلمات دالة: وكيل الأزهر