13 ديسمبر, 2022

وكيل الأزهر السابق يشارك في فعاليات الاجتماع الدوري التاسع للفريق الاستشاري الإسلامي بجدة

*الدكتور عباس شومان: ديننا دين إنساني يسعى لنشر الأمن والسلام بين الناس

*الدكتور شومان يقدم الشكر للفريق الاستشاري الإسلامي على جهوده خلال تسع سنوات

*الدكتور عباس شومان: الأزهر أكد على مشروعية وضرورة التطعيم ضد شلل الأطفال وغيره من الأمراض الفيروسية

*الدكتور شومان: الأزهر يؤكد على ضرورة بقاء الجهود الإغاثية الصحية خالصة وبعيدة عن أي أهداف أخرى

*الدكتور شومان يقترح على الفريق الاستشاري دعم المجالات الصحيّة لضحايا الحروب والنزاعات وخاصة اللاجئين في مخيمات إيواء

*الدكتور شومان: الأزهر يطالب أحرار العالم ومحبي الحياة بدعم جهود الفريق ماليًّا وتقنيًّا ليتمكن الفريق من تقديم الخدمة المناسبة

 

     قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، خلال كلمته في الاجتماع الدوري التاسع للفريق الاستشاري الإسلامي، والمنعقد بجدة بالمملكة العربية السعودية: إن ديننا دين إنساني يسعى لنشر الأمن والسلام بين الناس، ومن مقاصده الكلية: حفظ حياة الناس جميعًا، فديننا دين الرحمة ورسولنا مرسل بها للناس كافة وفي كتاب ربنا قوله - تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، وقد علمنا من رسولنا أن الناس سواسية وأن معيار التفاضل بينهم لا علاقة له بجنس أولون وإنما التقوى والصلاح.

وقدم وكيل الأزهر السابق الشكر للفريق الاستشاري الإسلامي على جهوده التي بذلها خلال تسع سنوات منذ تأسس في ٢٠١٣م، مبينًا أنه مع حداثة عمر الفريق إلا أنه بجهود المخلصين المؤمنين بفكرته، استطاع أن يقدم دعمًا مهمًّا لصحة الأطفال خاصة، حيث حمل على عاتقه تصحيح الثقافة المغلوطة عن التطعيم ضد مرض شلل الأطفال، وتصدى للهجمات التي وجهت إلى حملاته من اتهامات غير علمية لآثار التطعيم، وتشكيك في نوايا القائمين عليه، وهو ما عرّض العاملين في هذا المجال في بعض البلدان لمخاطر كبيرة، لم تصرفهم عن المضي قدمًا في القيام بواجبهم.

وأوضح الدكتور شومان أن الأزهر بادر لتصحيح هذا الفهم المغلوط بما أصدره من فتاوى واضحة بددت مخاوف المترددين، وأجهضت محاولات المعوقين، وها نحن نستعد ونترقب خبرًا سارًّا وهو القضاء على هذا المرض المعوق للمصابين به، والمضيع لكثير من جهودهم في مجال تنمية المجتمعات، مشيدًا بالجهود التي بُذلت في مكافحة شلل الأطفال، وخاصة صحة المرأة، وتحسين الحالة الإنجابية، ورعاية الأطفال حديثي الولادة، مقترحًا على الفريق الاستشاري الإسلامي بدعم المجالات الصحيّة لضحايا الحروب والنزاعات، وخاصة اللاجئين في مخيمات إيواء التي تفتقد المقومات الصحيّة كافة.

وأشار وكيل الأزهر السابق إلى أنه كان شاهد عيان، ووقف على حجم المعاناة التي يعانيها اللاجئون في أحد مخيمات الروهنجا في كوكس بازار في جنوب بنجلاديش، حين كُلف بمصاحبة قافلة إغاثية أرسلها الأزهر، ومجلس حكماء المسلمين، إلى هؤلاء المضطهدين الذين فروا من حملات التطهير العرقي التي شنت عليهم في بلدهم ميانمار، وأمثال هؤلاء كُثر في دول كثيرة فر إليها المضطهدون يحملون آلامهم النفسية لفقد الوطن وبعض الأهل وجميع الممتلكات، وتعرضهم لكل صنوف الإهانة والتنكيل، يزيد عليها إصابات بدنية لم يجدوا يدًا تمتد لتضميدها، فضلًا عن زيادة احتمالات انتشار الأوبئة بينهم نتيجة الإقامة غير الصحيّة والزحام الشديد داخل هذه المخيمات غير الإنسانية، مع ندرة المياه والطعام، وشبه انعدام لخدمات الصرف الصحي.

وشدد الدكتور شومان أنه يجب ألا ترتبط جهود الفريق الاستشاري نحو المشردين بالمواقف السياسية في التعامل مع الصراعات التي تسببت في تهجير الناس من بيوتهم وأوطانهم، ولا تحديد الظالم من المظلوم، فالإنسان حيث احتاج لهذا الدعم الصحي وفي مقدمته التطعيم ضد الأوبئة المختلفة، فعلينا أن نقدم ما نستطيع في مجالنا الصحي، وعلى المنظمات الإغاثية تقديم ما يمكّن هؤلاء من البقاء على قيد الحياة، لا سيما وهجمات البرد تدهمهم حيثما وجدوا، وعلى الساسة تولي ما يتعلق بالسياسة لإنهاء معاناة ملايين من المشردين في شرق العالم وغربه.

واختتم وكيل الأزهر السابق كلمته بأن الأزهر يؤكد على ضرورة بقاء جهود الفريق في إطار الحياديّة وبعيدًا عن أي أهداف لا تتعلق بالمجال الصحي، ويطالب أحرار العالم ومحبي الحياة من منظمات حكوميّة ومؤسسات المجتمعات المدنية، ورجال الأعمال، بدعم جهود الفريق ماليًّا وتقنيًّا، ليتمكن الفريق من تقديم الخدمة المناسبة لتحقيق مقصد شرعي وإنساني، وهو حفظ النفس البشرية، والتعاون الإنساني الذي دعا إليه شرعنا الحنيف، فالناس جميعًا إما إخوة في الدين أو نظراء في الإنسانية.

وتنعقد اجتماعات الفريق الإسلامي الاستشاري سنويًّا لاستعراض التقدم المحرز في مجال مكافحة شلل الأطفال في البلدان التي لا يزال فيها المرض متوطنًا أو عرضة لعودة تفشيه، ودعم جهودها في معالجة المفاهيم الدينية الخاطئة، ومكافحة المعلومات المغلوطة المتعلقة بشلل الأطفال وغيره من مبادرات صحة الأم والطفل، إضافة إلى القضايا الصحية الأخرى بالغة الأهمية.