04 أبريل, 2016

شومان: حماية الآثار واجب مجتمعي على الجميع

يجب التصدي بحزم لمنع المتربحين من التنقيب عنها والاتجار فيها

قال فضيلة أ.د/ عباس شومان وكيل الأزهر، إن هناك كثيرا من الفكر المغلوط لدى البعض حول  المقصود من الآثار والأصنام، ويجب الفصل بين كلمة الأصنام و الآثار التي تقف شاهدا على  تاريخ الأمم وتطورها عبر العصور لتقف الأجيال على تاريخ الأجداد وتقارن بينه وبين ما وصل إليه حال الأحفاد تقدما أو تراجعا، وهو أمر غاية في الأهمية في الحالين فإن كان حال الأحفاد  أفضل رقيا وتطورا من حال الأجداد فهو في  الاتجاه الصحيح وإن كانت الأخرى شحذ الأحفاد الهمم لاستعادة حضارة أجدادهم والبناء عليها لمواكبة تطور العصور ورقي الأمم.

وأضاف وكيل الأزهر خلال كلمته في افتتاح مؤتمر (التراث الأثري في العالم العربي ) الذي تنظمه كلية الآثار جامعة الفيوم  أنه من العار أن ترتقى أمم لا تاريخ لها ولا تراث تنطلق منه حضارتها بينما تتقهقر أمم كان السابقون فيها ملء السمع والبصر في كافة المجالات ويكتفي أحفادهم بالتحدث عن سبقهم لأهل زمانهم ولمن جاء بعدهم وأحسب أن أمتنا من هذا النوع من البشر، حيث يحلو للكثيرين التباهي بتاريخنا الطويل وحضارتنا الضاربة في عمق التاريخ بينما حالنا تفضحه أهرامات الجيزة ومعابد الكرنك وأبو سمبل وغيرها من المعالم التي تشهد على حضارة أجدادنا التي كان ينبغي بعد مرور هذه القرون لو سرنا على وتيرتها أن نكون في مقدمة دول  تلقفت منجزات أجدادنا توصف الآن بالمتقدمة وتوصف بلادنا بالنامية وهي الترجمة المهذبة للمتخلفة.

وأكد وكيل الأزهر أن حماية الآثار واجب مجتمعي  على الجميع أفرادا وحكومات، مطالبا بوجوب منع العابثين من إتلافها ومنع المتربحين من التنقيب عنها والاتجار بها لما فيه من سرقة التاريخ وتزييفه  فالآثار ملك  للشعوب  وأجيالها وليست  للأفراد أو الحكومات ولذا لا يجوز التصرف فيها بما يفوت على الأجيال فائدتها سواء بالبيع أو الهبة أونحوهما من التصرفات الناقلة للملكية من قبل الدولة أو الأفراد.

وشدد فضيلته على أنه إذا كان النيل من الآثار إتلافا أو بيعا من الأمور المجرمة والموجبة لعقاب الفاعل، فإن حماية زائريها واجب ديني وقانوني من غير نظر إلى ديانة الزائر أو قصده من زيارتها.

 


كلمات دالة: