23 نوفمبر, 2016

وكيل الأزهر يطالب بدعم العمل التطوعي والإنساني لكفالة ورعاية الأيتام

أكد فضيلة أ.د/ عباس شومان وكيل الأزهر ، أن أعظم تقدير ومواساة واساها الإسلام للأيتام أنه جعل رسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم- من بينهم، بل إنه أشد يتمًا – إن صح هذا التعبير – من كثير منهم؛ فقَدْ فقَدَ الوالدين معًا قبل أن يدرك معنى الوالد أو الوالدة؛ حيث لم تكتحل عيناه برؤية والده الذي فقده قبل أن يخرج للدنيا، وفقد والدته حيةً حين نشأ بعيدًا عنها في بادية بني سعد قبل أن تلحق بربها عز وجل ولم يكد يتذوق حنانها، ولعل أيتام المسلمين يتعلمون درسًا من هذه النشأة القاسية التي نشأها رسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم، فمع قسوة نشأته وفقده أبويه بعثه الله عز وجل رسولًا للثقلين، وهو ما لم يتحقق لبشر غيره، وذلك بتدبير من رب العباد جل وعلا، وهذا يبعث الأمل في نفوس الأيتام ويبشرهم بأن يتمهم لا يمنعهم من تبوء ما قدره الله لهم من مناصب عليا، وأن يكون لهم شأن ذو بال في مجتمعاتهم متى اجتهدوا في سبيل تحقيق تطلعاتهم وآمالهم ولم يفسدوا فطرة الله التي فطرهم عليها.
وقال خلال مشاركته في المؤتمر الثاني لقضايا الأيتام في العالم العربي والإسلامي في السودان، والذي قام فيه برئاسة الجلسة الأولي للمؤتمر تحت عنوان المسائل الفقهية المستجدة المتعلقة بكفالة اليتامى ، إن ما تتعرض له أمتنا الإسلامية والعربية اليوم من حروب ودمار لحق بكثير من دولنا وشعوبنا الإسلامية في بورما والعراق وفلسطين وسوريا وليبيا واليمن وغيرها من بلاد العالم الإسلامي - يفرض على جميع الشعوب والدول العمل معًا من أجل مساعدة تلك الدول ونجدة المتضررين فيها، وخاصة هؤلاء الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم بالكامل جراء هذه الحروب، فقد كنا بالأمس نتحدث عن أيتام فقدوا أحد أبويهم، أما اليوم – وفي ظل هذه الحروب الشعواء - فإننا نتحدث عن أيتام فقدوا كل عائلاتهم، فالقضية أكبر وأكثر تعقيدًا من ذي قبل.
وأشار فضيلته إلي أنه من غير الجائز شرعًا أن يحرم هؤلاء الأيتام من رحمة المجتمع ورعايته لهم، ولا سيما أن المجتمعات الإسلامية مليئة بأصحاب القلوب الرحيمة الذين يسارعون في الخيرات ويرغبون في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى الجنات من باب كفالة الأيتام ورعايتهم، لكنهم ربما يضلون الطريق أو يفتقدون الآلية التي يساعدونهم من خلالها، ومن هنا أطالب جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بالتكاتف معًا لتفعيل العمل بإدارة الشئون الإنسانية التابعة للمنظمة والتي تتولى العمل على قضايا وشئون الأيتام في العالم الإسلامي وتعمل على كفالتهم ورعايتهم وتأهيلهم نفسيًّا واجتماعيًّا وعلميًّا ليصبحوا عناصر إيجابية يفيدون أنفسهم ويسهمون في تنمية مجتمعاتهم، بدلًا من تركهم هكذا لقمة سائغة للأفكار المنحرفة والجماعات والمنظمات المشبوهة التي ربما تجندهم أو تستغلهم في تحقيق مآربها الخبيثة، ومن ثم يكونون قنابل موقوتة قابلة للانفجار متى وأين شاءت هذه الجماعات. كما أرى ضرورة فتح باب المساهمات الوقفية في كافة الدول الأعضاء من أجل كفالة اليتيم، والتأكيد على جواز استثمار التبرعات الخاصة بالأيتام في البنوك ما دام الأمر سيعود عليهم بالخير والنفع ، مشيرا إلى انه من الخطأ الشديد وقف الإنفاق على اليتامى بعد بلوغهم إذا كانوا في احتياج إلى التعليم .

ما قبل العنوانخلال مشاركته في مؤتمر قضايا الأيتام في العالم العربي والإسلامي في السودان..

قراءة (5506)/تعليقات (0)