ليس هذا العنوان من عندي، بل إنه لم يكن من المستطاع له أن يكون، إذ جاء عند صاحبه ليرمز إلى قسمة الناس صنفين من المزاج، وأسلوبين في التعامل مع العالم المحيط بهم، ولما كان صاحب هذا العنوان، قد أقام تلك القسمة مستندا إلى التشبيه بالتضاد الذي رآه بين القنافذ والثعالب، ولما كان من الضروري لمن يُجري هذه الموازنة بين خصائص الإنسان وخصائص الحيوان أن يكون على علم دقيق بدنيا الحيوان علما يستمده من المشاهدة المباشرة أو من القراءة، فلست بحكم النشأة والثقافة واحدا من هؤلاء، شأني في ذلك شأن الكثرة الغالبة من المواطنين، فنحن جميعا نعرف القنفذ ونعرف الثعلب لكنها في معظم الحالات لا تزيد على المعرفة الظاهرية التي يحصل عليها المتفرج في حديقة الحيوان، لا معرفة الباحث عن صور الحياة كما يحياها هذا الحيوان أو ذاك.
No content
A problem occurred while loading content.