إنك لتنظر إلى حبة القمح. أو نواة التمر، فتحسب أنك إنما تنظر إلى قطعتين من الجماد الأصم الأخرس، كأنهما حصاتان ألقت بهما الأحداث، ثم أهملتهما على أرض يباب، وقلما يطوف بذهنك أن ما أمامك خزانتان اختزنتا طاقة حيوية جبارة القوى، تنتظران الظروف المواتية، ومعها مشيئة الخالق جلت قدرته وتدبيره وحكمته، وإذا بحبة القمح تتفتح عن عود حي يغتذي من الأرض طعاما، ويرتوي من ماء المطر شرابا، ويستمد من الهواء ومن الضياء فاعلية ونماء، حتى ينتهي إلى حمل من سنابل.
No content
A problem occurred while loading content.