بعدما ذكر الباقلاني غايته من ذكر قصيدتي امرئ القيس والبحتري، وهو بيان أن كلام خصمائهم وشعرائهم لا ينفك من تصرف في غريب مستنكر أو وحشي مستكرهٍ ومعان مستبعدة إلى آخر ما قال، وما نرى أنه نظر في القصيدتين ليبين العيوب التي يخلو منها القرآن، أقول بعد هذا أشار إلى وجه من وجوه الإعجاز لم يذكره أحد من علماء الإعجاز لأنه بعيد عن الإعجاز البلاغي الذي كان موضوع التحدي، وخلاصته أن علماءنا المولعين بتعليل الأحكام رأوا في هذه العلل سدادًا مطلقًا وصوابًا مطلقًا، وأن كل أمر أمرنا الله به فيه خير لنا، وأن كل نهي نهانا الله عنه فيه شر لنا، وأن الخير في كل أمر خير مطلق في الزمان كله والمكان كله؛ لأنه خير للإنسان من حيث هو إنسان مع صرف النظر عن مستوياته العلمية والاجتماعية، ومع صرف النظر عن زمانه وبيئته وتقدمه وتخلفه.
No content
A problem occurred while loading content.