الانطباع العام الذي يؤخذ عن الولايات المتحدة الأمريكية أنها بلد ديمقراطي لا مجال فيه لديكتاتورية القرار وأنه -طبقًا لموجبات الديمقراطية ـ فإن الرأي العام فيه هو المحرك الأساسي للسياسة الأمريكية ولكن الحرب الأمريكية الأخيرة على العراق كشفت سذاجة هذا التصور ففي الوقت الذي كان فيه الملايين في الولايات المتحدة ودول العالم يتظاهرون ضد الحرب كان الرئيس الأمريكي يعلن شن الحرب على العراق في خطوة أولية لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط، والواقع أن تفرد الرئيس الأمريكي باتخاذ قرارات مصيرية دون الاعتماد على أساس شعبي وجماهيري ليست سابقة في التاريخ الأمريكي؛ فالرئيس الأمريكي يتمتع بسلطات واسعة في مجال السياسة الخارجية ولا يمكن تفسير سلطاته في هذا الشأن بالنظر إلى ما حدده الدستور للرئيس الأمريكي في مجال السياسة الخارجية فحسب، فالسلطات التي حددها له الدستور في هذا الصدد محدودة إذا ما قورنت بالسلطات الواسعة التي يمارسها فعلًا في الواقع، وتطبيقًا للمادة الثانية من الدستور فإن الرئيس يتمتع ـ بناءً على نصيحة وموافقة مجلس الشيوخ ـ بسلطة إبرام المعاهدات وتعيين السفراء والوزراء إلا أنه بخلاف ما ورد في هذه المادة لا توجد سوى إشارات قليلة في الدستور لسلطات الرئيس في مجال السياسة الخارجية.
No content
A problem occurred while loading content.