من أهم فصول كتاب إعجاز القرآن للباقلاني الفصل الذي عرفه بقوله: (في كيفية الوقوف على إعجاز القرآن) وقد جاء هذا الفصل عقب فصلٍ أطال الكلام فيه عن البديع وذكر فنون البديع وشواهده وهو يرى أن إعجاز القرآن لا يدرك من جهة البديع؛ لأن البديع ليس فيه ما يخرق العادة، وإنما هو طريق يُدرَك بالتعلم والتدرب، وهو شائع في الكلام، وكل ما يمكن أن يُدرَك بالتعلم والتدرب لا يكون سبيلاً إلى إدراك الإعجاز؛ لأن بلاغة القرآن التي بها بهر وقهر وأعجز لا تُنَال بالتعلم، ثم استدرك في آخر البحث وذكر أن البديع وجه من وجوه البلاغة، وكل وجوه البلاغة قائمة في الكتاب العزيز، ولكن إعجازه لا يُدرَك من خلالها فهي جزء من بلاغته وليست وجه إعجازه، وعبارته في ذلك: "يمكن أن يُقال في البديع الذي حكيناه وأضفناه إليهم: إن ذلك باب من أبواب البراعة وجنس من أجناس البلاغة، وأنه لا ينفك القرآن عن فن من فنون بلاغاتهم ولا وجه من وجوه فصاحاتهم... وإنما لم نطلق القول إطلاقًا؛ لأنا لا نجعل الإعجاز متعلقًا بهذه الوجوه الخاصة ووقفًا عليها ومضافًا إليها، وإن صح أن تكون هذه الوجوه مؤثرة في الجملة" ص 112.
No content
A problem occurred while loading content.