إن كل عظيم عرفناه أو سنعرفه من عظماء الدنيا يمكن أن نعد مآثره أو نذكر محاسن أخلاقه وفرط حلمه، كما أننا في مقابل هذا يمكن أن نحصي له عثرات في معاملة الناس تلجئه إليها حماقات الآخرين، لكن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهد له بمحاسن أخلاقه ما سطرته كتب السيرة، ومن عجيب أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه لا تَزيدُه حماقات الآخرين إلا حلما، ومن اللافت للنظر أن حلمه صلى الله عليه وسلم وحسن خلقه لا تجد فيه مرارة كظم الغيظ، وكما لا تجد فيه اصطناع التحلم، أو رغبةً في التجمُّل من أجل الناس، إنما تجد فيه إنساناً كاملاً قد طبع على رحابة الصدر والرفق في الأمر كله، فلا ترى فيه صلى الله عليه وسلم عيباً، ولا ما يمكن أن تصفه بأنه غير مقبول وما أحسن قول الشاعر حين قال:
خلقتَ مبرأ من كل عيبٍ كأنك قد خلقتَ كما تشاءُ
No content
A problem occurred while loading content.