لعلي قرأت في الفلسفة المعاصرة أكثر مما قرأت في أي مجال آخر من ميادين الفكر.
وكان ذلك بحكم التخصص العلمي أولًا، وبتوجيه دافع قوي عندي يدفعني إلى فهم البنيان الثقافي لعصرنا، وإنني في ذلك لعلى اعتقاد مرجح الصواب، وهو أنه لا يعدل الفكر الفلسفي فكر آخر، في الكشف عن روح العصر الذي قد تعيَّن لنا أن نعرفه على حقيقته، ومن هنا كان لكل عصر فلسفته التي تتميز عما سبقها في عصر سبق، وعما لحقها في عصر لحق، وذلك لا ينفي أن يكون للفكر الفلسفي ــ على إطلاقه في كل عصوره ــ طابع ينفرد به دون سائر ضروب الفكر، والأمر في هذا مرهون بطبيعة المنهج الذي تسير على نهجه عملية التفكير في كل ميدان على حدة.
No content
A problem occurred while loading content.