| 10 يوليو 2025 م

لم يكن الإسراء رؤية منامية

أ.د/ رضا عبد المجيد المتولي أستاذ التفسير في كلية أصول الدين بالمنصورة

  • رجب 1439 | الأربعاء, 28 مارس, 2018
لم يكن الإسراء رؤية منامية

اختلف الناس في الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقيل: إنما كان جميع ذلك منامًا، واحتجوا بقوله سبحانه: "وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ" (الإسراء: 60) حكاه القاضي عياض، ووجه الاستشهاد بهذه الآية الكريمة مبنيّ على ما اشتهر في عرف اللغة من الفرق بين (الرؤيا)، و(الرؤية). فالرؤية: هي البصرية في اليقظة؛ جاء في اللغة: "رأيتُ الشيء رؤيةً: أبصرتُه بحاسة البصر"، و(الرؤيا) ما كان في النوم في عرف اللغة؛ يقال: "ورأى في منامه (رؤيا) على فُعْلَى غير منصرف لألف التأنيث"، ومن ذلك قوله تعالى: "لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا " (الفتح: 27) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى في منامه أنه يدخل مكة هو وأصحابه. وبناءً على ذلك فلو كان الإسراء يقظة لقال سبحانه : (وما جعلنا الرؤية التي أريناك إلا فتنة للناس)، فلما قال "وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ" دلَّ على أنه كان منامًا.

مرفقات

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

الأكثر اطلاعا خلال شهر

بحث حسب التاريخ

العدد الحالي

فهرس العدد

من أغلفة المجلة

حقوق الملكية 2025 مجلة الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg