"ما أجدر هذا أن يكون كاتبًا بعدُ" بضم الدال، كلمة إعجاب راقت للإمام محمد عبده (١٨٤٩ ــ 1905م) في زيارته لإحدى المدارس الابتدائية بأسوان؛ فأَراقَها في حديثه مُتبسمًا لفتًى أزهريّ من أبنائها؛ لكنها لم تكن كلمة إعجاب بقدر ما كانت نبوءة صادقة لمستقبل أديب كبير ذاع صيته، وملأ الدنيا بأدبه وفكره، عاش للقلم وبالقلم، واكتفى من مدارس المحروسة بالشهادة الابتدائية ليكون أستاذا في مدرسة الحياة، وصاحبَ مدرسة في الأدب والنقد، فصنعَ نفسه على غير مثال من الرجال؛ وأضحى واسطة القلادة بين أدباء العصر ونقاده؛ مما حدا بعميد الأدب العربي أن يعلنها على الملأ عام ١٩٣٤ م قائلا: "إني لا أومن في هذا العصر الحديث بشاعر عربي كما أُومن بالعقاد".
No content
A problem occurred while loading content.