في المقال السابق تعرضنا لما افتراه المستشرقون الغلاة تجاه زهد النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم وزعمهم بأنه ــ عليه الصلاة والسلام ــ كان طامعًا في الدنيا، ولم يكن من الزاهدين، وأنه كان يحب أكل أطايب الطعام، وأحسنه إلخ، وقمنا بالرد العلمي الحقيقي الذي يثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان سيد الزاهدين، ولم يكن من طلاب الدنيا، وزخارفها إنما مهمته: إرشاد الخلق إلى طريق الحق، ولم يورث أهله ومتبعيه دينارا، ولا درهما، إنما ورث العلم بالله، وكتابه، وشريعته كبقية إخوانه الكرام من الرسل السابقين.
وفي هذا المقال ــ بمشيئة من المولى تعالى ــ نتعقب فرية أخرى من افتراءاتهم تجاه شخص النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم الذي أرسل رحمة للعالمين، وجاء ليتمم مكارم الأخلاق للناس أجمعين، وخاطبه ربه بأعلى وصف لشخصه الكريم فقال عنه ــ جل وعلا: "وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ" (القلم:4).
No content
A problem occurred while loading content.