التراجع الحضاري بين التفسير التآمري وإرادة الأمة

التراجع الحضاري للأمم العريقة في الحضارة لا يمكن أن يأتي فجأة ودون مقدمات، ومن التبسيط غير العلمي للأمور إرجاعه إلى سبب واحد داخليا كان هذا السبب أو خارجيا، فالحضارة ليست كبيت العنكبوت تنهار عند أول رياح تهب عليها، وكما تحتاج الحضارة إلى أجيال لبنائها وترسيخ أركانها فإن انهيارها أيضا يستغرق وقتا قد يطول أو يقصر تبعا لشدة الأعاصير التي تتعرض لها الحضارات .. ومنطق العقل يبين لنا أن هناك قوانين تحكم بناء الحضارات وانهيارها، وأن الأمور غير متروكة للصدف أو العشوائيات أو الأمور الغيبية التي لا حيلة للإنسان إزاءها.