اللؤلؤة التي يبحث عنها القارئ المحترف للقراءة أعني الذي جعل القراءة حرفة له فهو يصبح معها ويمسي معها، هي الفكرة التي يجدها في هذا الكتاب ولا يجدها في غيره. وقارئ إعجاز القرآن للباقلاني يجد لآلئ كثيرة؛ لأن عقل الباقلاني عقل ينفذ إلى مغيبات الأفكار، وأعجبها أنه يقول لنا: إن كتب الإعجاز ليست في المكتبات وليست في صدوركم وإنما هي صدوركم أنتم، فأنتم الذين تتدبرون الشعر حتى يظهر لكم سبك الشاعر لا يلتبس بغيره كما لا يلتبس وجه بوجه، ثم تتدبرون كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو ذروة بلاغة البيان الإنساني ثم تقرءون القرآن فتدركون بحسكم البياني أنه ليس من جنس كلام الناس.
No content
A problem occurred while loading content.