تخصيص فقه اللغة بالتأليف حديثًا: من أوائل الذين خصصوا لفقه اللغة كتابًا لتدريسه الشيخ أحمد الإسكندري، المدرّس في دار العلوم الذي قام بتأليف (مذكرة في فقه اللغة) لتدريسها في دار العلوم، وقد وضع فيه الشيخ منهجًا مستقلاً لمادة فقه اللغة غير مقيّد بمباحث الألفاظ ودلالتها كالقدماء، ودون الخلط بمصطلح علم اللغة؛ أي بإهماله وعدم ذكره، وأصبح منهجه ــ في تقديري ــ هو الأصل في التأليف العلمي والتدريس الجامعي في مادة فقه اللغة في الجامعات العربية، وهو كما قال الدكتور خاطر: "أول مَن أعطى فقه اللغة صِبغة العلم وطابعه بتحديده لمبادئه، ولِمَا حدّده له من موضوعات، ومنها كان تعريفه، وتقريره لبعض قوانين هذا العلم" فلم يكتفِ في لهذا العلم بما ورد عمن سبقه، وتوسع فيه وفصَّل بعد أن كان مجملاً عند المرصفي بقوله: "فقه اللغة: علمٌ يبحث عن أطوار نشأة اللفظ العربي، وعن تخصيص طوائف منه في الاستعمال بطوائف من المعاني والأغراض".
No content
A problem occurred while loading content.