كان من أفضل فترات القوة التي مرت بها مصر الإسلامية تلك الفترة التي حكم فيها السلطان المملوكي الظاهر بيبرس البندقداري، الذي قال فيه المؤرخ ابن العماد الحنبلي نقلًا عن صاحب العبر: "هو السّلطان الكبير ركن الدّين أبو الفتوح بيبرس التّركي البندقداري ثم الصّالحي، صاحب مصر والشام. وُلد في حدود ٦٢٠ هـ. واشتراه الأمير علاء الدين البندقداري الصّالحي، فقبض الملك الصّالح علي البندقداري وأخذ ركنَ الدّين منه، فكان من جملة مماليكه، ثم طلع ركن الدّين شجاعًا فارسًا مقدامًا، إلى أن بهر أمرُه، وبعد صيتُه. وشهد وقعةَ المنصورة بدمياط، ثم كان أميرًا في الدولة المُعزّية، وتنقلت به الأحوال، وصار من أعيان البحرية. وولي السلطنة في سابع عشر ذي القعدة سنة ٦٥٨هـ، وكان ملكًا سريًا، غازيًا، مجاهدًا، مؤيّدًا، عظيم الهيبة، خليقًا للملك، يُضرَب بشجاعته المثلُ. له أيام بيض في الإسلام، وفتوحات مشهورة، ومواقف مشهودة".
No content
A problem occurred while loading content.