انتبه الناس ذات يوم لـ صوت يسير في شوارع القاهرة ينادي: ألا مَن أَفْتاه العِزّ بن عبد السلام بكذا فلا يعملْ به فهو خطأ، فخرج الناس فإذا المُنادِي هو الشيخ العِزّ نفسه. وهنا تعجَّب الناس فالعِزّ صاحب المكانة العالية، والمنزلة السامية، والذي انتهت إليه الفُتيا بلا منازع، لا يستحيي أن يرجع في شيء أفْتَى به ثم ظهر له أنه أخطأ فيه، وإن كان هذا الأمر بينه وبين رجل استفتاه، أي ليس على ملأ من الناس أو في وسيلة من وسائل الإعلام المسموعة أو المرئية حتى يخشى من تفاقم ذلك وانتشاره، ولكنه المفتي الورع، والعالم المتواضع، الذي يُدرك خطورة أبعاد الفتوى، فما أدراه؟ لعلّ هذا الرجل يَنقُل هذه الفتوى عنه إلى غيره، فضلًا عن العمل الذي يقوم على باطل، وكل ما بُنِي على باطل فهو باطل، فكيف للعِزّ أن يتحمَّل هذا، أو أن يلقى ربَّه وقد عَلَّم أحدًا من خَلْقه شيئًا خطأً؟
No content
A problem occurred while loading content.