لم يكن اهتمام العلماء في التكوين المعرفي قاصرًا على تحصيل العلوم والمعارف التي لا يمكن أن يستغني عنها صاحبُ معرفةٍ من المعارف أو عالمٌ من العلماء كلٌّ حسب تخصصه وما برع فيه، كما علمتَ من خلال ما سقناه بين يديك في مقالاتنا السابقة حول قضية التكوين المعرفي وعلاقته بالدراسات الشرعية التي أولاها العلماء عنايتهم الفائقة، وبذلوا كلَّ جهدٍ في تحقيق مقصودهم وبلوغ غايتهم حتي قدَّموا للإسلام والمسلمين بله البشرية قاطبة مناهج لا مثيل لها لا في القديم ولا في الحديث، ممَّا كان لها كبير الأثر في نشر الوعي، وتنمية الفكر، وتزكية العقول وتفتحها، وتأثر الثقافات الأخرى وانتفاعها بها، وانبلاج ضيائها، وانفلاق صباحها على سكان المعمورة ممَّن انتفع بهذا الفكر وتلك المعرفة، فكان ذلك سببًا لتبديد ظلام الجهل، وانتشار نور المعرفة، وبناء الحضارة، وعلوّ صوت العلم، وتفوق نتاج العلماء وظهورهم إلى الدنيا بعد قسرهم على الغياب عنها.
No content
A problem occurred while loading content.