ذكرنا في مقالٍ سابق أن من أكثر الأسباب التي أوقعت بعض المتشددين وأصحاب الفكر المتطرف في الانحراف في فهم نصوص الوحيين الشريفيْن، وعدم الفهم الصحيح لمقاصد الشريعة وأحكامها في العبادات والمعاملات هو عدم مراعاتهم للخلاف الفقهي بين العلماء، وإهمالهم لكثير من القواعد الفقهية المرعيّة عند علماء الأمة وفقهائها، والتي ينضبط بها تفكير الفقيه في استنباط الأحكام من الأدلة، ومن جملة تلك القواعد التي ذكرناها قاعدة: "لا ينكر المختلف فيه وإنما ينكر المجمع عليه"، وكذلك قاعدة: "لا ينقص الاجتهاد بالاجتهاد"، وبينا أثر الجهل بتلك القواعد وعدم مراعاتها في فهم أصحاب هذه التيارات لآيات الأحكام وأحاديثها، وما ترتب على هذا الجهل من رميهم لعلماء الأمة ومقلديهم من العوام بالضلال والابتداع والفسق، ومعاداتهم للناس بناء على بعض المسائل الفقهية التي لم يوافقوا فيها آراء جمهور علماء الأمة فوالوْا وعادوا بناء عليها بسقيم فكرهم وقلة علمهم.
No content
A problem occurred while loading content.