ما كانت المرأة في عهد النبوة مجرد حافظة أو راوية بدون تمحيص أو فهم، بل كانت متميزة في علمها، متمكنة في أدائها، تعرض ما تلقت على عقلها وقلبها، فإن استغلق عليها أمر، أو أشكل عليها فهم، لا يهدأ لها بال، حتى تسأل وتستفسر، وفي ذلك يقول محقق كتاب الإجابة للزركشي عن عائشة رضي الله عنها: "كانت كثيرة السؤال للعلم ولا يهدأ لها بال حتى ترضي طمأنينتها وتجلو لنفسها كل خفي مما يحيط بها فقد طرحت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أسئلة حول كل ما يمر من موضوعات في الفقه والقرآن الكريم والأخبار والمغيبات وفيما يعرض من أحداث وخطوب .. وهذا شأن المرء ذي الطبيعة العلمية كلما عظم حظه من المعرفة كثر تطلعه إلى ما فوقه أما الجاهل فليس بمعنيّ أن يسأل فإذا أصاب من المعرفة حظا ما بطريق العرض كان أبعد الناس أن تطلب نفسه مزيدا من العلم".
No content
A problem occurred while loading content.