تستطيع أن تتخير من الكتاب العزيز أرجى آيات الرحمة وأخوف آيات العذاب وأشد الآيات دلالة على غضب الله على مَن ظلم، وأشد الآيات دلالة على غضب الله على مَن قتل، وهكذا، ولكنك لا تستطيع أن تختار من آيات الله أفصحها وأبلغها؛ لأن البلاغة جارية في القرآن كله على وجه واحد، فالذي في أي آية هو في كل آية، وكأن الآية الواحدة هي القرآن كله، وكأن السورة الواحدة هي كل السور؛ ولهذا لم يكن الإمام الباقلاني يختار لا في الآيات ولا في السور، وإنما كان يتناول الأقرب إلى يده، وكانت سورة (النمل) هي أول سورة يدرسها، وأظهر ما كان يقف عنده في كل سورة درسها هو مواطن الانتقال في السور ومواطن الانتقال في كل سورة كثيرة جدًا.
No content
A problem occurred while loading content.