في تراثنا العربي مؤلَّفات لُغويّة تحمل عنوان (الفَرْق)، وهي لَبِنات في المعجم الموضوعيّ الذي ظهر لأول مرَّة على يد ابن سيده (ت ٤٥٨ هـ) في معجم المخصَّص. وكُتُب (الفَرْق) تهتمّ بالفروق الدلالية الدقيقة بين أنواع الكائن الحيّ: الإنسان، والحيوان، والطير، من حيث أسماء أعضاء الجسم، ووظائفه الحيويّة، وأصواته، وحركاته، ومكان إقامته، وحالاته في الحمل والوِلادة والموت، ولم تغفُل هذه الكتب بيان الفروق في أسماء العَرَق والفضلات والفَرْج! فالشَّفة للإنسان مثلًا يقابلها (المِشْفَر) في الإبل، و(الجَحْفَلة) في ذوات الحافر، و(المِنقار) للطائر غير الجارح، و(المِنْسَر) للطائر الجارح.
والقدَم للإنسان مثلًا يقابلها (الخُف) للبعير والنَّعامة، و(الحافر) للفَرَس والبغل والحمار، و(الظلْف) للشاة والبقر والظباء؛ فما الذي وصلَنا من تراث الفَرْق، وما مشكلة كتاب السجستاني؟
No content
A problem occurred while loading content.