لمَّا قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول سنة ١١ هـ؛ اجتمع كبارُ الأنصار في سقيفة بني ساعدة ليختاروا منهم واحدًا لخلافة المسلمين، واتفقوا على اختيار سعد بن عبادة رضى الله عنه فأتى آت إلى أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما ـ وهما ينتظران تجهيز الجسد الشريف جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرهما الخبرَ فانطلقَا حتى أتيا السقيفةَ، فتكلَّم خطيبُ الأنصار وبيَّن فضل الأنصار وأنهم "أنصار الله وكتيبة الإسلام" وتكلَّم أبو بكر رضى الله عنه فقال: "أمَّا ما ذكرتم فيكم من خيرٍ، فأنتم له أهلٌ، ولن تَعرف العربُ هذا الأمرَ إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسبًا ودارًا" فقال قائل من الأنصار: "منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش". فكثر اللغطُ بين القوم، فتدارك عمرُ الأمر بحكمته، فقال لأبي بكر: "ابسط يدك يا أبا بكر"، فبسط الصديقُ يده، فبايعه عمر، ثم بايعه المهاجرون، ثم بايعه الأنصار.
No content
A problem occurred while loading content.