الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وآل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه الكرام الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد، فنستكمل في هذا المقال الحديث عن التفسير الباطني عند الشيعة والذي يُسَمَّى بالجَرْي، وهي تسمية وردت كثيرًا في تضاعيف كتاب: (الميزان في تفسير القرآن) للطباطبائي ــ كما تمت الإشارة إلى هذا في المقال السابق ــ واعتبر صاحبه جملة من الباطن الذي رُوي عن أئمة مذهبه بأنها من قبيل (الجري وعد المصاديق)، باعتبار أن الآيات تتحمل أكثر من مصداق. ومثاله ما قاله عند تفسير قوله تعالى:
"اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (النور: 35).
No content
A problem occurred while loading content.