برع العرب في الصناعة الأدبية، فكانوا ينطقون بطبيعتهم أفصح الكلمات، وأرقّ أبيات الشعر ومقطوعاته؛ لذلك كانت معجزة القرآن تحديا لهم فيما برعوا فيه من صناعة الكلمة، فعجزوا عن الإتيان بمثله أو بعشر سور من مثله، أو بسورة من مثله.
ولما انتشر الإسلام ودخل فيه غير العرب، واختلطوا بالعجم ظهر اللحن في ألسنة العرب، وضعفت القريحة اللغوية، واشتغل الضعفاء بالأدب فظهرت جهود العلماء لبيان أسرار صناعة الأدب والبلاغة.
ومن هذه الجهود البناءة هذا المخطوط الذي نلقي عليه الضوء، وهو بعنوان: "سر الصناعة الأدبية" للحاتمي، ولعل هذا الاسم حينما يسمعه القارئ ينصرف الذهن مباشرة إلى كتاب ابن جني ت (392) "سر صناعة الإعراب" لشهرته الذائعة.
ويسر مجلة الأزهر بالتعاون مع إدارة المخطوطات بمكتبة الأزهر الشريف أن تقدم نبذة عن هذا المخطوط وصاحبه.
No content
A problem occurred while loading content.