لقد أفاد الإسلام العالم كله من الناحيتين الدينية والمدنية إفادة يتعذر تقديرها؛ وليس المسلمون بحاجة لأن تبين لهم وجوه الإفادة الدينية، فإن ما يعلمونه من سلامة عقائدهم، وأصالة أصولهم، وما أباح لهم من حرية الفكر والنظر، والاعتماد على العقل وأعلام الوجود، لا تدعهم يشكون في أن دينهم سن للناس كافة سنة لا محيص لهم عن القيام عليها فإن ظهر أن كثيرا منهم لا يزالون يتحامون الجري عليها، فسيضطرهم الترقي العلمي والفلسفي إلى الاعتراف بحقيقتها، وإذ ذاك يلتقي الناس كافة في حظيرة واحدة هي حظيرة الإنسانية الموحدة تحت علم الدين الفطري والمعارف الممحصة.
No content
A problem occurred while loading content.