ذكرت أن كتب عبد القاهر الثلاثة التي كتبها في البلاغة والإعجاز كانت مرتبة ترتيبًا دقيقًا جدًّا، وأن الغاية التي كَتب لها كُتبه الثلاثة كانت واضحة عنده من بداية أمره فابتدأ (بالأسرار) الذي يدور حول معرفة فضل كلام على كلام؛ لأن هذه المعرفة هي الأساس في معرفة الإعجاز ومن لم يدرك فضل كلام على كلام فلن يستطيع أن يدرك فضل كلام الله على كل الكلام، ثم ثنى (بالرسالة الشافية) التي تدور حول بيان عجز العرب عن أن يأتوا بمثله وأن كلام الله ــ سبحانه ــ يبين عن كلام الناس بينونة تقطع الأطماع، وتقهر القوى والقدر، وتستوي عندها الأقدام في العجز. ثم جاء كتاب (الدلائل) ليبحث عن الشيء الذي تجدد بالقرآن وأعجز العرب على أن يأتوا بمثله.
No content
A problem occurred while loading content.