للإنسان قوى منوعة عقلية وجسدية يمده بها تكوينه البديع، وضعت فيه لتوصله إلى الغايات التي كتب له أن يبلغها في حياته المادية والأدبية، فهو في حاجة ماسة إلى عوامل أرقى من الواقع ليندفع تحت تأثيرها إلى الأمام، ويوجه خصائصه التوجيه المناسب لمكانته، باعتبار أنه أكرم الكائنات الأرضية. فهل هذا العامل موجود في الواقع؟ أجاب بعض الفلاسفة بالإثبات، ونفاه آخرون، رائين أن الأمر في الأفراد والجماعات يجري كما يتفق، لا كما يرجى أن يكون، قالوا ما دام هناك عقل فهو الذي يملي على الإنسان ما يجب أن يسلكه تحت تأثير الحاجات الوقتية، والدوافع النفسية، ومقتضى الحالات الراهنة.
No content
A problem occurred while loading content.