كان من رَحْمَةِ الله بهذهِ الأُمّة وَحُبّه لها أن شَرعَ لها عيدين بعد أن هدى المؤمنين إلى أداء رُكْنَيْن عَظيمين من أركان الإسلام، ألا وهُما الصِّيام والحجّ، فَشَرع الحقُّ سبحانه لنا عيد الفِطْر وعيد الأضحى بَعْد موسمين من مواسم العبادات والطاعة؛ لِيُرشِد الله عِباده أن الفرح والسرور اللذين تمتلئ بهما النفوس في الأعياد إنما هما جائزة من الحقِّ سبحانه لعباده على اجتهادهم في هذه الطاعات، وحِرْصِهم على رضا الباري سبحانه، وهذا الاجتهاد الذي يُكرره الصائمون القائمون في رمضان هو الجهاد الأكبر الذي حثَّتْ عليه الشريعة، ودعا له الدين لما فيه من صلاح نفوس الخلق واستقامة عبوديتهم لله، فكان العيدُ عاقبةً حسنةً للانقياد للتكاليف والشرائع ليكون تذكيرًا للمؤمنين بيوم القِيامةِ، وما أَعَدَّهُ الله للمؤمنين في جنات النعيم مُكافأةً وجائزةً للإيمان والعمل الصالح في الدنيا، حتى يترسّخ في نفوس المُكلفين أن كل طاعة يعقبها سرور، وكل معصية يعقبها ندم وحسرة.
No content
A problem occurred while loading content.