مما لا شك فيه أن حال المرأة في عصر صدر الإسلام وما تلاه من القرون الأولى يختلف كثيرًا عن حالها في عصرنا الحالي؛ فقد تغيرت أنماط الحياة وشاركت المرأة في المجالات المختلفة، بل تولت القيادة في كثير من المناصب.
لذا، فإن الجمود على الموروث من الأحكام الخاصة بالنساء – التي اجتهد فيها سلفنا الصالح وكانت ملائمة للنساء وقتها – واعتبارها أحكامًا لازمة للمرأة في زماننا يظلم المرأة، ولا يحقق المرونة التي تتسم بها شريعتنا الإسلامية، ولا أدل على ذلك من أن الأحكام القطعية الثابتة التي لا تتغير بتغير الزمان والمكان والثقافات جاءت قليلة محصورة، كما أوكلت شريعتنا لاجتهادات الفقهاء كثيرًا من الأحكام التي تتعلق بأمور حدث بعضها في القرون الماضية، ومنها ما وقع في عصرنا، ومنها ما سيحدث في المستقبل، وجاء بعض الأحكام محمولًا في نصوص تقبل التأويل والخلاف بين المجتهدين لتتعدد الأحكام المستنبطة منها تيسيرًا على المكلفين، وكثير من هذه الفروع لم تتناوله النصوص أصلًا، بل اجتهد فيه المجتهدون على هدي من النصوص العامة.
No content
A problem occurred while loading content.