تحدثنا فيما سبق عن دعابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، وقد يحسبُ كثيرٌ من الناس وبعضُ المتعجلين وهم على صنفين، صنف يكره الدعابة ويحبُّ الجهامة، وصنفٌ آخر يتصورُ أنَّ المزاح والدعابة لا تليقان بمكانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنّها شيءٌ فطري لا غضاضة فيه، خصوصًا إذا حلتْ دواعيه، قال الخطّابي فيما رواه ابن عساكر: سُئلَ بعض السلف عن مزاح رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كانت له مهابة فكان يبسط الناس بالدعابة". وقد ذكرنا في المقال السابق قصة صاحب الجمل الشرود، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصادر على شيء مركوز في الفطرة الإنسانية من حب التجمل ما دامت حضرت دواعيه، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يصادر على ما صدر من صاحب الجمل لما خرج ووجدهن يتسامرن فرجع إلى خبائه ولبس حلة قشيبة.
No content
A problem occurred while loading content.