إنَّ مخاطبة العقول والقلوب فنٌّ لا يجيده إلا من امتلك أدواته، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يتربَّعُ على قمة البيان البشري، فقد خرج من مشكاة النُّبوة على لسان من اختُصر له الكلام اختصارًا، فهو في أعلى درجات البلاغة وتتحقق فيه كل خصائصها، وقد أشار إليها صلى الله عليه وسلم بقوله: "أعطيت بجوامع الكلم"، وفي رواية: "بُعثتُ بجوامع الكلم".
وقد استخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف أساليب بلاغية متعددة لإقناع المتلقي، ويأتي أسلوب التكرار على رأس تلك الأساليب، وهذا ما أشار إليه سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه فيما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا حتى تفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثًا. فسيدنا أنس رضي الله عنه يخبر عما عرفه من شأن النبي صلى الله عليه وسلم وشاهده.
No content
A problem occurred while loading content.