"آلى الأشعري على نفسه أن يكافح مذهب المعتزلة، فأخذ يرد عليهم ويفند آراءهم في كل ما كتبوه حول العقيدة، وخالفوا فيه أهل السنة، وسمى الأشعري مناظرة المعتزلة وطرق جدالهم بدعة وكرهها".
ولذلك أعلن الأشعري عقيدته والمنهج الذي ارتضاه، وهو التزامه أولًا بما جاء في الكتاب والسنة، وبما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة أهل الحديث، ويمثله خير تمثيل الإمام أحمد بن حنبل ــ رضي الله عنه ــ حيث قال في كتابه "الإبانة": "قولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها: التمسك بكتاب ربنا ــ عز وجل ــ وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وما روى الصحابة والتابعون وأئمة أهل الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن حنبل ــ نضّر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته ــ قائلون ولمن خالف قوله مجانبون؛ لأنه الإمام الفاضل، والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق، ورفع به الضلال، وأوضح به المنهاج".
No content
A problem occurred while loading content.