إذا أراد المسلم أن يجعل من مبدأ الحياة وقصة الخلق طريقًا شيقًا للمعرفة الفكرية أوسع وأعمق مما صوره العلم فأمامنا طريق الفلاسفة وتأملاتهم، وإذا أراد المسلم أن يجعل منه موضع إيمان ومشاعر إنسانية وروحية، فأمامه الدين الإسلامي، وهنا وعند هذه المرحلة، حيث يبدو تعدد الطرق، نجد أن العلم والفلسفة والدين يتفقون على أن مبدأ الحياة ونظرية الخلق من مظاهر الألوهية، وأن الألوهية هي الأصل، وهي الغاية من كل هذا الكون، فكل شيء فيه إنما يصبو إليها، ونحن لا نستطيع عن طريق المعرفة الفلسفية أن نقول: إن الله تعالى هو سبب أو علة الوجود، وخالقه ومصوره، وواضع أسسه ونظمه، وإنما نقول: إنه هو الذي يشهد على الأشياء كلها، وليست الأشياء هي الدليل عليه.
No content
A problem occurred while loading content.