ليس من الصواب التصور بأن الشرائع تتشابه وتتوافق في كل شيء أو في كل الخصائص والصفات التي تتصف بها؛ ذلك لأن هناك العديد من الفروق التي تفصل بين الشرائع والقوانين وتجعلها تتفاضل فيما بينها تفاضلًا يلمسه ويتعرف عليه كل من يهتمُّ بدراسة الشرائع أو يعنى بتتبع تاريخ التشريع، حيث هناك "العديد من عوامل التفضيل وأس باب التميُّز، ومن هذه العوامل مدى توافق الشريعة مع النفس الإنسانية وانسجامها مع متطلبات الحياة البشريَّة، ومنها مدى توافقها مع روح عصرها الذي نزلت فيه وانتشرت بين أناسه، ومنها قدرتها على التلاؤم مع العصور المتوالية التي تمرُّ عليها مع مرور الزمن وتبدُّل الأوضاع والأحوال ...".
No content
A problem occurred while loading content.