| 28 مارس 2024 م

الله والإيمان فى شعر أحمد الصافى النجفى

  • | الأربعاء, 31 ديسمبر, 2014
الله والإيمان فى شعر أحمد الصافى النجفى

الله والإيمان فى شعر أحمد الصافى النجفى
رحلة عجيبة لشاعر كبير من الإلحاد إلى الإيمان
الحديث عن الشاعر المرحوم بإذن الله أحمد الصافى النجفى لا يخلو من الطرافة والغرابة ومعهما الفائدة.. ذلك بسبب حياته الخاصة المتميزة وما تركته تلك الحياة الغنيّة الحافلة من شعر «حياتى» متميز.. فهو الذى عاش للشعر طيلة سنى حياته التى نافت على الثمانين عامًا.. فلقد رضى من حياته كلها الشعر.. وارتضاه الشعر.. وكان الشعر حياته وفناءه فى حين أنه  كان حياة الشعر وخلوده، كما كان يقول فى كلِّ مجلسٍ ضمّنا معه.
نشأ الشاعر المرحوم بإذن الله أحمد الصافى النجفى فى بيئة علمية توارثت العلم، فأبوه الشيخ على النجفى الذى تتلمذ عليه وعلى أقرانه من علماء النجف إذ كانت ولادته سنة 1897م.. ولظروف معينة هجر موطن ولادته ونشأته واتجه إلى طهران حيث عاش هناك حقبة غير يسيرة من حياته التى امتدت حتى 2/6/1977م حيث وافته المنيّة.. ولعله من المفيد هنا أن نذكر أن هجرته إلى بلاد فارس كانت بعد أن قوى عوده، واشتد ساعد شاعريته التى تعرض بسببها للحكم بالإعدام.
وقد أتقن الفارسية إتقان الأديب الشاعر المتمكن من مادة الشعر ولغته، فأكب على دراسة الآداب الفارسية بلغتها الأم، وترجم فيما ترجم منها رباعيات الخيام التى كان الشعراء قد جدّدوا افتتانهم بها، وتعلّقهم الشديد بعبقرية صاحبها، فكثر المترجمون لها إلى عدة لغات.. وكثيرًا ما كانت تتم هذه الترجمات من غير الفارسية فيترجمها شاعر إنكليزى وينقلها عنه ألمانى، وهكذا..
ولعل ترجمة شاعرنا أحمد الصافى النجفى كانت متميزة لأنها ترجمت إلى العربية من لغتها الأم مباشرة، وبلغة شاعر متمكن أتقن اللغتين كل الإتقان.
وما يزيد من دقة هذه الترجمة التى تكرر طبعها واتسعت دائرة نشرها هو ما صرّح لى به شخصيًا حين قال لى عن ذلك ما معناه: «إن الشطحات الصوفية التى سُجلت على الخيام فى رباعياته، وإن الشك الذى تحرّج منه مترجمو رباعياته لم يشعر بهما ولم يأبه لهما.. لأنه كما قال لى بكل الصراحة إنه لم يكن يعير مثل هذا الأمر أية أهمية.. لأن الإيمان الحق بالله تعالى قد كان غائبًا عن قلبه.. ولم يكن يشغله فى نقلها إلا دقة المعنى ودقة التصوير ونقاء التعبير.. ولم يكن للدّين من أثر فى نفسه إلا الأمانة فى دقة نقله لها، والوفاء للمعانى التى أو?دها بها مؤلفها الخيام..
ولنسمعه يقول عنه فى مقدمة ديوانه الثامن «شرر» الذى صدر فى بيروت سنة 1952م ردًا على سؤال وُجّه إليه فقال: «أنا أمين فى ترجمتى وفى شعرى، ففى ترجمتى لم أدْخِل شيئًا من فكرى، وفى شعرى لم أدخل شيئًا من فكر الناس».
والذى يعنينا من هذا أنه لم يكن على صلة بالله عزّ وجل فى تلك الفترة غير القليلة من سنى حياته الطويلة، وقد كثرت فيها إلحادياته سواء ما كان منها من أحاديث السمر واللهو، أو ما تركه من شعر نزع فيه إلى تلك الوجودية، وذلك العبث المريب الذى عرف عنه واشتهر به أكثر ما اشتهر حتى أصبح فيما أذكر عنه حجة فيه ومرجعًا.
ولا أريد أن أقف هنا طويلاً عند هذه الفترة الإلحادية وإنتاجها، والتى حدثنى عنها شخصيًا بأنه كان فى أثنائها أشد على أنصاف المتدينين وأرباعهم من ألف شيطان رجيم، وهذا قوله.
ولعلّ هذه الحياة الخاصة التى عاشها بما لا يكاد يُصدّق من التشرد والتقشف هى التى طبعت شعره بخصوصيات عجيبة غريبة إذ وقف شعره، معظم شعره على معاناته الحياتية التى كانت خبزه اليومى والماء الذى يعلّ منه وينهل... وذلك شأنه.. فلنستمع إليه يقول:
يا جاهلين تغرّهم أثوابُهمْ
فتخالهم وهمُ العبيدُ ملوكا
أنتم نظرتمْ ظاهرى فضحكتمو
ونظرت باطنكم فعدتُ ضحوكا
فلْنبقَ نضحك لستُ قط بظاهرى
أهتمُّ إن يك باليًا منهوكا
كلا ولستم تحفلون بباطنى
إن  كان باطنكم غدا مهتوكا
ولعله من المفيد هنا أن نتوقف عندما قال عن نفسه «خلقت أحب الزوايا بحثًا عن الخبايا، فإن لم أجدْ فى الزوايا خبايا جلست منزويًا أفتش فى خبايا نفسى، والنفس أوسع من الكون وأكثر منه زوايا وخبايا». مقدمة ديوانه «شرر».
ويجىء الإيمان الكامل كما سمّاه لى، وكما كان يقول عنه، فإذا به يفاجئ قراءه بقصيدة عجيبة بليغة فيها كل الصدق والنضج والشاعرية، وكان عنوانها : «الله» وهى طويلة ولا أريد أن أجتزئ من هذه القصيدة شيئًا فليس يغنى جزؤها عن كلها..
راح يقوى على المدى إيمانى
فبربّى قد امتلا وجدانى
قيل لى هل عرفته بدليلٍ
أو بحسٍ شهدتَه، أو عيان؟!
قلت كلا، إيمان قلبى أقوى
من دعاوى الحواس والبرهان
واضح لى وضوح روحى وعقلى
ماثلٌ فى مداركى ككيانى
هو رمْزُ الوجود، سرُّ التجلّى
هو روحُ الأكوانِ معنى المعانى
كلما عفتُه رجعت إليهِ
كرجوع الأفياءِ للأغصانِ
فاعتقادى بالله روحُ وجودى
وجحودى له انتحارٌ ثانِ
ممسك بى وإن تخلّيتُ عنه
حافظ لى وإن تركتُ عنانى
فهو شرحى لدى القطاع بيانى
وهو نطقى يوم انعقاد لسانى
كل جسمى زوائدٌ وفصولٌ
أبعدتنى عن مبدع سوّانى
وسيفنى جسمى غدًا وسأبقى
وهو باق وكل شىءٍ فانِ
هذا هو الإطار الإيمانى الذى وضع به نفسه.. بل هذا هو ما أوحاه إيمانه الجديد بربه عزّ وجل.
ولا أجد بأسًا من الوقفة هنا عند مقطوعة صغيرة نتبين من خلالها درجة ذلك الانعطاف الكبير فى عقيدته وتأثيره فى أدبه.
أرى بشعرى فى عهد الشباب فتىً
مغامرًا جال فى كلِّ الميادين
واليوم أصبح شعرى عاقلاً ورِعًا
فاسمع لشعرى ترى الدنيا مع الدّين
إذن فإن شعره قد أصبح عاقلاً ورعًا.. وليس عاقلاً ورعًا فحسب بل إنما هو مشتمل على كل تجاربه الغنية جدًا فى كل مجال من مجالات الحياة كما قال.
وهو هنا كما هو فى كل ما قال صادق وأمين.. صادق مع نفسه، وصادق مع شعره الذى كان ترجمان تلك النفس الشاعرة بالفطرة أولاً ثم بالاحتراف ثانيًا.
(يتبع)
وبعد هذه المقدمة العامـة والوقفة القصيرة مع ذلك الانعطاف فى حياته العقائدية لا بأس فى أن نمسك بالمفتاح وندخل إلى عالم هذا العاقل الورع صاحب الإيمان الكامل كما يقول: ولتكن وقفتنا مع هذه المقطوعة التى أتركها بين يدى القارئ لتقدم نفسها.. عفوًا لتقدم نفس صاحبها وهى بعنوان «إلهى».
شُغلت فى جميع ما توزعه
كفُك ربى وحيًا ولم أرَكا
فاحفظ لى الجوهر النفيس معى
فإننى قد حفظ جوهركا
لم أبتذل سرك الثمين ولم
أبعهُ سوقة ولا ملكا
عبدتُ منك الجمال يظهر لى
فى كل شىء تحبوه مظهركا
مظاهر قد تعددت وبها
أراك فردًا ولا أرى شُركا
هذه هى صورة نفسه الجديدة وتلك هي معرفته الجديدة بربه عز وجل، ولعله من الجميل والمفيد أن نمسك بمفتاح مقصورة جديدة من مقصورات هذا العالم الذى ولجناه منذ قليل بعد أن تسلمنا مفتاحه الكبير وأطلق لنا حريتنا نتجول فى رحابه الفساح كما نريد.
يا رب ذنبى عن لقاك يصدّنى
فاشمل ذنوبى منك بالغفران
إن كنتُ فى كل الشرائع  مُخطئا
لم أُخطِ قطُّ بشرعة الوجدان
ولعل فى هذين البيتين اللذين سنتوقف عندهما  متزودين مما اشتملا عليه من دقة التعبير، وصدق العاطفة، ونبل المقصد وسلامة التوجه، وعمق اليقين ما نتابع به ومعه رحلتنا تصحبنا المتعة والفائدة.
يا رب يا حق ويا معتمدى
أعمى الورى من رأى ولم يركا
إنى مهما أخطأت عن نزقٍ
فإننى ما مسست جوهركا
والذى يعنينى من هذه المحطة.. أو من هذه الوقفة المطمئنة أن أخطاءه التى سبق أن نوهنا إليها كانت كما عرفنا من هذين البيتين ومن سابقيهما مغامرة ونزقًا، وأنه مع هذا «النزق» لم يمس جوهر الله سبحانه وتعالى الذى اتجه إليه من جديد مطمئنًا راضيًا بما آلت إليه حاله بعد تلك الفترة من الضياع النزق، والمغامرة المضنية فيقول مفتخرًا بثقته الكبرى بربه عزّ وجل:
صان الإله إبائى فاعتلى جاهى
ألست شاعر رب دون أشباه!!
ما ضيم شاعر أشخاص لهم خطرٌ
فهل أُضام وإنى شاعرُ اللهِ؟!
إذن فهو الآن شاعر الله عز وجل، وإن يكن شاعرنا قد ساق الدليل الحسىّ على ما آلت إليه حاله، وما اطمأنت إليه نفسه الممتلئة إيمانًا واعتزازًا بهذا الإيمان، فإنه لم يَسُقْه لحاجته الشخصية إليه، إنما ليطمئننا من خلال هذا الدليل الحسى الذى تضمنه قوله «شاعر الأشخاص» الذى لا يضام لموقعهم وموقع شاعرهم منه.. إنه شاعر رب العالمين جميعًا من بيده الملك وهو على كل شىء قدير.. وشتان بل ألف شتان بين من هو شاعر أشخاص زائلين.. وبين شاعر رب ليس له أشباه ولا أنداد وهو رب العزة والجبروت.
إليك أمرى، وحاصلى منكا
ضعيف عقل من فيك قد شكا
هب لى ضعفًا إليك  متلجئا
لا قوة تدّعى الغنى عنكا
وأرجو من قرائى الكرام هنا أن يتجاوزوا ما قد يُظن فى الشطر الأول من قدرية كان يرحمه الله أبعد ما يكون عنها فى اعتقاده الجديد، وإيمانه القوى المتين.
وليتك قارئى العزيز تقبل دعوتى المتواضعة لنتوقف معًا عند هذه الأبيات الأربعة التى يؤذيها فى اعتقادى أى تعليق عليها.. وكيف لا يؤذيها التعليق عليها وهى على كثافة معانيها وعمقها جاءت على هذا النحو «الصافى»:
محمد هل لهذا جئت تسعى
وهل لك ينتمى هملٌ مشاعُ!!
أإسلامٌ وتغلبهم يهودٌ
أآسادٌ وتقهرهم ضباعُ؟!
أيشغلهم عن الجلى نزاعٌ
وهذا نزعُ موتٍ لا نزاعُ
سننتَ لهم سبيل المجد لكن
أضاعوا شرعك السّامى فضاعوا
واعذرنى الآن أيها القارئ العزيز إن تركتك إلى حين لتتملّى مما فى المقطوعة الرائعة من سحر وجمال.. وما اشتملت عليه من بلاغة وفكر فكانت صافية بحق.
وإذا كنت قد تحدثت عن «النجفى» فى تلك الفترة «النزقة» فها أنذا أختار هذه الأبيات من قصيدة عنوانها رمضان لنتبينَ الفارق الذى تحدثنا عنه والذى كان هو الدافع الأكثر لهذه الدراسة.
رمضان أنت لكل شهر سيّدُ
فيك النفوسُ لربها تتجرّدُ
يا عيد عدت لنا، وعوْدُك أحمدُ
أيعود للإسلام ذاك السؤدد؟!
ثم ماذا؟!
إن الألى جعلوا المآكل عيدهم
قد أفطروا لكنهم ما عيدوا
وواضح هنا أن العيد المقصود هو رمضان نفسه.. وبالعودة السريعة إلى ما كان منه فى رمضانه القديم يتبين التغير فى هذا الجانب الإيمانى من حياة شاعرنا الصافى.
وللمرحوم بإذن الله الصافى مقطوعتان أرى من المناسب أن نتوقف عندهما ولو قليلاً لما كان لهما من أهمية فى تلك الفترة التى شهدت ذلك التحوّل الكبير والخطير فى حياة الصافى الإيمانية.. إن شاعرنا هذا قد قال لى يومًا إنه كان أشد وأنكى فى تشكيكه للناس وإفساد عقيدتهم من ألف شيطان ــ كما أسلفت ــ هؤلاء الذين تسرّب إليهم الشك من أحاديثه ومواقفه أصبحوا والحمد لله يرددون معه اليوم وهم الذين كانوا يقولون بالأمس إن الطبيعة هى كل شىء.. ولا شىء غير الطبيعة.. هؤلاء أصبحوا يقولون مع أستاذهم الصافى:
هل فى عيون الملحدين عماءُ
أم فى عقول الملحدين غباءُ؟!
أيجوز عقلاً أن عقلاً مُبدعًا
قد أبدعته طبيعةٌ بلهاء؟!
وإذا الطبيعة أدركت وتصرفت
قلنا الطبيعة والإله سواءُ
الله أحيا الكائنات بسرّهُ
فبصمتها تتخاطب الأشياءُ
يا شاملاً كل الوجود بحكمةٍ
عَبَدَتْك أرضٌ أذعَنت وسماءُ
أما أولئك العقلانيون كما يسمّون أنفسهم سواء منهم من كان من أساتذة النجفى أو من تلامذته فإنهم أصبحوا يرددون معه هذا البيت الفاصل من مقطوعته «الله والعقل»:
إن بان فضلُ العقل فى صُنعهِ
فصانعُ العقل له الفضلُ
أجل يا شاعرى.. صانع العقل وحده له الفضلُ كل الفضل..
وقبل أن أختم هذه الجولة السريعة على بعض إيمانيات شاعرنا الكبير رحمه الله وغفر له، فإنّه يطيب لى أن أقول للحقيقة: إن الصافى رحمه الله قد أملى علىّ يومًا هاتين الرباعيتين وكان ذلك فى أواخر لقاءاتنا فى سنة 1972م وغادر بعدها دمشق ولم يعد كما أذكر.. وتحريًا للأمانة فلست أعلم حتى الآن إن كنت الوحيد الذى يحتفظ له بهاتين المقطوعتين اللتين أملاهما على بتركيز منه واهتمام.. لذلك فأنا أرجو من كل من يهمه الأمر أن ينقلهما عنى وفاء له ولإيمانه وإيمانياته ويبثهما فى أعماقه الكاملة.
أقرآنُ وحى الله أم لمع نوره
أم الدرُّ منثورًا بعذب نميره؟!
كلامٌ به الخلاق يظهرُ بيننا
وسفرٌ رأينا الله بين سطوره
أما الثانية فقد كانت فى القرآن الكريم أيضًا وهى قوله :
الله قد أنزل القرآن معجزةً
ولم يزل سرُّه العلوىُّ محجوبا
لا يستطيع امرءٌ تبديل لفظته
كأنما أُنزل القرآنُ مسكوبا
وأذكر أننا توقفنا عند قوله «مسكوبا» مستغربين.. لكنه يرحمه الله كان مطمئنًا إلى أنه قد أدى من خلالها المعنى الذى أدرك وأراد.. ولم نكد نستمع إلى حجته القاطعة حتى أشار إلى أن أكتب عنه هذه المقطوعة الثالثة.. لكنها كانت هذه المرة نثرًا، وعندما استغربت منه ذلك لعلمى أنه لم يكن يهتم بالنثر اكتفى بأن أشار علىّ بالكتابة وكأننى به أراد أن تحفظ عنه كما يحفظ الشعر.. وكان عنوانها «غرابة القرآن» أنقلها عنه من تلك الورقة التى قدّمها إلىّ وفاءً منه وله، وأمانة كما أسلفت على ما أحسب أنه خصّنى وأمّننى عليه.
غرابــة القــرآن
أجواؤه غريبة، أسلوبه غريب، فنّه غريب، قصصه غريبة، تأثيره غريب حتى قال الكافرون «هذا سحر» تحدّيه غريب، العجز عن الإتيان بمثله غريب، جماله غريب، اختلافه مع أحاديث حامله غريب، ظهوره فى البادية غريب، تصويره للجنة والنار حتى تكاد تلمسهما غريب، تصويره الترف بأنواعه فى الجنة مع ظهوره فى بادية قاحلة غريب، تشريعه غريب، تكلّمه عن مشاكل يعيشها كلُّ عصر غريب، صلاحه للاستشهاد بأشياء منه فى كل مناسبة غريب، نقده لمن أوحى به إليه كما هو فى سورة «عبس وتولى» غريب، تكراره بأساليب مختلفة كلها جميلة غريب، تصويره للهواجس النفسي? فى أثناء القصص غريب، نظمه غريب، معناه غريب، عدم الملل منه غريب، عدم الإيمان به غريب..
انتهى كلامه، بل هو أغرب من غريب يا شاعرى وأعجب..
تلك هى قارئى الكريم جولتنا مع إيمانيات أغرب شاعر وأغزر الشعراء إنتاجًا وأطوعهم شاعرية متدفقة ظلت تفيض حتى آخر لحظات حياته التى امتدت أكثر من ثمانين عامًا كما أسلفنا.
وأختم بآخر بيت سمعته عنه حينما عاد إلى بغداد مكفوف البصر محمولاً من جماهير الأدب والوفد الرسمىّ الذى خرج لاستقباله بعد تلك الغربة الأليمة، ولعل هذا البيت الفريد من أكثر ما تأثرت به وأدمع عينى كلما ذكرته وذكرت عودة صاحبه.
يا عودة للدار ما أقساها
أسمع بغداد ولا أراها!!
هذه وقفة سريعة مع رحلة هذا الشاعر الكبير من إلحاده إلى رحاب إيمانه بربه الخالق العظيم، فهل نرى من يقرأ ويتعظ؟؟
رحم الله أحمد الصافى النجفى وغفر له، وهيأ من ينهض لجمع أدبه فهو مدرسة حياة وأدب وإبداع.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
3.5

الأكثر اطلاعا خلال شهر

تفسير سورة النساء

تفسير سورة النساء

 الإمام/ محمد عبده

الإخــاء

الإخــاء

 فضيلة الشيخ/ محمد الغزالي

دور التكنولوجيا الحديثة في الدراسات الشرعية

دور التكنولوجيا الحديثة في الدراسات الشرعية

 أ. د. محمد عبد الرحمن الضويني

من مجالس شرح كتاب سيبويه

من مجالس شرح كتاب سيبويه

 أ.د. عبد الفتاح محمد حبيب

الأسوة في القرآن الكريم

الأسوة في القرآن الكريم

 ا.د. عبد المنعم عبد الله حسن

شعبان شهر العطاءات والنفحات

شعبان شهر العطاءات والنفحات

 ا.د. غانم السعيد

الإسراء وتحويل القبلة

الإسراء وتحويل القبلة

 د. محروس رمضان

معايير اختيار قيادات العمل في القرآن الكريم

معايير اختيار قيادات العمل في القرآن الكريم

 أ.د. حسن عبد الرحمن سليم

المحبة المحمدية

المحبة المحمدية

 أ.د. محمد عبد الفضيل القوصي

حادث تحويل القبلة بين الحكم والدروس والعبر

حادث تحويل القبلة بين الحكم والدروس والعبر

 أ.د. السيد أحمد سحلول

شبهة حول عقوبة السرقة وبيان بطلانها

شبهة حول عقوبة السرقة وبيان بطلانها

 أ.د. عبد الفتاح العواري

وقفات تدبرية مع آية قرآنية

وقفات تدبرية مع آية قرآنية

 أ. د. نادي محمود حسن

الأزهر يشارك بجناح خاص في الدورة الـ (55 ) لمعرض القاهرة الدولي للكتاب

الأزهر يشارك بجناح خاص في الدورة الـ (55 ) لمعرض القاهرة الدولي للكتاب

 إشراف: د. حسن خليل / تغطية خالد عبادة

من فضائل شعبان الممهد لشهر رمضان

من فضائل شعبان الممهد لشهر رمضان

 أ.د. محمد فتحي فرج

123

بحث حسب التاريخ

العدد الحالي

فهرس العدد

من أغلفة المجلة

حقوق الملكية 2024 مجلة الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg