| 28 مارس 2024 م

من حديث القرآن الكريم عن السيرة النبوية

أ.د/ السيد محمد الديب

  • | الجمعة, 3 فبراير, 2017
من حديث القرآن الكريم عن السيرة النبوية

مقدمة:

في القرآن الكريم آيات تناولت مواقف عديدة من سيرة النبي ﷺ.

وفي هذا المقال نعرض حديث القرآن عن يتم النبي ﷺ وعن قبيلته قريش وعن أعمامه.

1- اليتم في حياة الرسول ﷺ:

لقد مات عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بيثرب، أثناء عودته من الشام في رحلة تجارية مألوفة، بعد أن حمَّل زوجته (آمنة بنت وهب) أمانةً بين جوانحها، إلى أن جاءها المخاض فخرج محمد ﷺ إلى الدنيا يتيما لا يدري من أمره شيئًا، لكن الله تعالى حفظه وستره وآواه، وصار وجوده على ما كان عليه نموذجًا ودليلًا لكل يتيم يبحث عن غد جديد، يشرق عليه بالبسمة والفرحة والسرور، وخاطب الله تعالى –بعد بعثته- اليتم فيه، فقال جلّت قدرته:

"أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ"  (الضحى: 6)

وكان سرور جده عبد المطلب بن هاشم به أتم السرور، وسماه محمدًا، وطاف به حول الكعبة، وشكر الله تعالى على هذا العطاء -حسب اعتقاده- وزادت عنايته بهذا الحفيد، امتزاجًا لعاطفة الفرح بمولده، مع الحزن على والده، الذي لم يُكتب له أن يرى هذا الوافد الجديد.

واليتيم مَن فقد أباه قبل البلوغ، وأصل معنى اليتم: الغفلة أو الإبطاء، وكانت حالة اليتيم قبل الإسلام معبأة بالقسوة والامتهان وأكل الحقوق بالباطل، خاصةً من ذوي قرباه، حيث يملأ الطمع النفوس، ويُعميها عن حقوق الصغار، في مجتمع يخضع النفوذ فيه لسلطة الأقوياء وفكر الخبثاء، إلى غير ذلك من الكُرُبات التي تلحق بالطفل أو الفتاة، حيث التعرض للقتل أو الوأد في بعض القبائل وأبناء الجواري.

وأراد الله تعالى لآخر رسله إلى البشر أن يبدأ دنياه يتيمًا، ليشعر بما يلحق بالأيتام من هضم للحقوق وتلقي شرَّ ألوان الأذى، ولكنه سبحانه وتعالى يَسَّر لمحمدٍ ما يصون به طفولته من آثار اليتم من خلال أمه وسائر حواضنه ومرضعاته، تلك الأم الرءوم التي أسلمت وليدها الوحيد إلى جَدّه، الذي أنزله في مكانة يفوق بها أبناءه وكل حفدته، وكأنه أراد أن يصب في وجدان حفيده اليتيم بعض ما كان خليقًا أن يتوجه به إلى عبد الله ابنه الأخير في ترتيب إخوته قبل أن يُوارى الثرى في يثرب، وجاء بلاغ القرآن الكريم في سورة الضحى خطابًا إلى محمد عليه الصلاة والسلام، قال جلت قدرته:

"أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ"  (الضحى: 6)

حيث عدَّد الله تعالى مِنَنه على محمد ﷺ، وقول الآية (فآوى) أي جعل لك مأوى تأوي إليه، عند عمك أبي طالب فَكَفَلك بعد وفاة جدك عبد المطلب.

قيل لجعفر بن محمد الصادق: لِمَ أُيْتِم النبي ﷺ من أبويه؟ فقال: «لئلا يكون لمخلوق عليه حق» ... واستكمل القرطبي معنى الآية فقال: «ألم يجدك واحدًا في شرفك، لا نظير لك، فأواك الله بأصحاب يحفظونك ويحوطونك»(1).

وتنتقل سورة الضحى إلى آية أخرى بحق اليتيم بعد الإبانة عن ولادة الرسول على اليتم في الآية السادسة من السورة، قال تعالى:

"فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ" (الضحى: 9)

أي لا تقهر اليتيم ولا تنهره، وتلطَّف به، فقد كنتَ يتيمًا فآواك الله، وأعطاك ما صانك عن القهر والإذلال.

ومضمون الآية واضح الدلالة في النهي عن ظلم اليتيم، وعدم قهره، وأكل ماله، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وقال بإصبعيه السبابة والوسطى(2)، وتعددت في القرآن الكريم آيات اليتامى بما يعني أهمية العناية بتنشئة اليتيم، وحفظ ماله، وعدم الأخذ منه أكثر من القدر المحدد، وفي حالة الاحتياج، وقد بلغت آيات القرآن في شأن اليتيم واليتامى أكثر من عشرين موضعًا، وأغلب ما يوجه التنبيه إليه والتحذير منه هو مال اليتيم، إذ قال تعالى في ذلك:

"وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" (الأنعام: 152)

لقد صوَّر القرآن الكريم بدء مسيرة الرسول مع اليتم، وجاء الأمر إليه مباشرًا بالعطف على اليتيم، وعدم قهره، وتواكبت آيات الوحي الكريم في وجوب رعايه اليتيم وحفظ ماله، وصيانة حياته من كل مكر وخبث وسوء.

2- القبيلة والجَدّ:

تنتسب قبيلة قريش إلى النضر بن كنانة بن خزيمة من السلالة العدنانية، أو هو قريش الذي تتسمى القبيلة باسمه، وقد استوطنت مكة، بعد أن أخرج قُصي بن كلاب منها قبيلة خزاعة، وقيل غير ذلك، وعلى كلٍّ فقريش قبيلة عربية عدنانية من ذرية إسماعيل -عليه السلام- وقبائلها عشرة(3)، ومنها بنو عبد شمس وبنو مخزوم وبنو عبد الدار، ومن أشهر بطون القبائل القرشية بنو أمية، وبنو فِهر وبنو العباس.

ولما آلت حماية الكعبة وولاية مكة إلى بني عبد مناف وَلِيها هاشم، ثم آلت الرياسة بعده إلى عبد المطلب، الذي ظفر من الشرف والجاه في قريش بما لم يظفر به أبناء عمومته(4) ونهض بما حفظه التاريخ له، فقد كشف عن بئر زمزم، وانتصر على الإعاقات التي واجهته عند سعيه لإخراج الماء منها، وواجه أبرهة في موقعة الفيل، وشهد إهلال محمد ﷺ.

وقدَّم الرسول بيانًا بحق هذا التاريخ العريق من النسب المتواصل، الذي انتهى إلى مولده عليه الصلاة والسلام فقال: «إن الله اصطفى كِنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم»(5).

واشتهرت قريش بالتجارة وعقد الإيلاف، وهو حِلف قبلي واسع، يهدف إلى تأمين القوافل في رحلة الشتاء والصيف.

ووجود هذا الإيلاف أعطى قريشًا ورجالها مكانةً بين القبائل العربية، امتدت لتمنحهم اعترافًا من ملوك الحبشة، الذين كانوا يسيطرون على الحدود الجنوبية لتجارة قريش، هذه القبيلة التي أقامت بسائر فروعها وبطونها في مكة، وحافظت على بيت الله الحرام، وعكفت على خدمة الحجيج، ونمت ثروتها بالتجارة شمالًا وجنوبًا، وأطعمهم الله تعالى، ورزقهم الخيرات بعد أن كانوا فقراء، وآمنهم من الخوف، الذي يفتقده الآخرون، إذ كان بيت الله في ديارهم، ثم عظمت قريش بولادة الرسول منها، وخلَّد الله ذكرها فنزل القرآن الكريم بلغتها (لهجتها) وجعل من وحيه تعالى سورة باسمها يجمع ماضيها، وتعدد أفضال الله عليها، تلك هي سورة قريش، التي قال الله تعالى فيها:

"لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ(1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4)" (قريش: 1- 4).

وذكر القرطبي: «أن هذه السورة متصلة بالتي قبلها(6) في المعنى، يقول: أهلكتُ أصحاب الفيل لإيلاف قريش، أي لتأتلف أو لتتفق قريش»(7).

وكان الإطعام من الجوع والتأمين من الخوف استجابةً لدعوة إبراهيم عليه السلام، فقد قال تعالى على لسانه:

"رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ" (البقرة: 126).

3- أعمام الرسول ﷺ:

ذكر أكثر المؤرخين وكُتَّاب السيرة النبوية أن عبد المطلب بن هاشم أنجب عشرة من الأبناء، فضلًا عن الإناث، وكان ابنه (عبد الله) والد الرسول ﷺ قد توفي في يثرب عن خمسة وعشرين عامًا، فلحق اليتم بالرسول من قبل أن يولد، وأما الأعمام التسعة للرسول ﷺ فلم يُسلم منهم إلا اثنان هما: حمزة والعباس رضي الله عنهما، ونزل بشأن حمزة سيد الشهداء ما سوف نعرض له، وجاء في القرآن الكريم ما يخص أمر استغفار الرسول لأبي طالب، بينما نزلت سورة كاملة بحق أبي لهب وزوجه أم جميل، وهما من أشد الأعداء للرسول ﷺ.

• أبو طالب بن عبد المطلب

إن مسيرة الرسول مع عمه أبي طالب مُعبَّأَة بالمواقف الخالدة، التي اشتملت الرسول ﷺ في الطفولة والصبا وزمن الشباب وبداية عهد الكهولة، إلى وفاة أبي طالب في عام الحزن، حيث انتقلت كفالته بعد موت جده إلى العم العطوف أبي طالب، ورافقه الرسول وهو ابن ثلاث عشرة سنة في رحلة تجارية إلى الشام، حدث فيها من الإرهاصات ما جعل أبا طالب يجنب ابن أخيه رحلات تجارية أخرى في رفقته، ولم يبتعد الرسول كثيرًا عن أعين عمه، الذي كان معه عند طلب الزواج من خديجة بنت خويلد، وكان شديد الخوف عليه بعد بداية البعث المحمدي، وإعلان الرسول عن الدين الجديد، الذي بدأ يغزو القلوب الظامئة إلى الحرية، والإقبال على الله، ومناهضة عبادة الأصنام، وتحدث أبو طالب لمحمد # في هذا الشأن، استجابةً لرغبة رجال من قريش، فقال لعمه كلمته الخالدة: يا عم ... والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر أو أهلك دونه ما تركته.

ولم يُضِف أبو طالب إلى ذلك شيئًا، وبقي على ديانة قومه ودعمه للرسول ﷺ، وقد رغب الرسول في المرحلة الأخيرة من حياة أبي طالب أن يعتنق الإسلام ويقر بالشهادتين، حتى يشفع له، ونزل الوحي الكريم يضيئ هذا الأمر، حتى يبقى تشريعًا إسلاميًا للآخرين، وذكر ابن كثير في تفسيره (9) ما نقله عن غيره قال: «لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي ﷺ وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية، فقال: «أيْ عم، قُل: لا إله إلا الله كلمة أحاجّ لك بها عند الله عز وجل». فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟» قال(8): فلم يزالا يكلمانه، حتى قال آخر شيء كلمهم به: على ملة عبد المطلب» فقال النبي ﷺ: «لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك» فنزلت:

"مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ" (التوبة: 113)

قال: ونزلت فيه:

"إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ" (القصص: 56)

أخرجاه.

وقيل: إن الاستغفار يُراد به (هنا) الصلاة، وفي الآية حديث طويل لا يتسع له المقام.

• حمزة بن عبد المطلب .

هو سيد الشهداء لما كان من جهاده في سبيل الله، لنشر الدين وإعلاء الحق، وقد أسلم في السنة الثانية من البعثة النبوية، وهاجر إلى المدينة بلا خوف، وشهد بدرًا، وأبلى فيها بلاء حسنًا، وقاتل في أحد حتى قُتل شهيدًا في ساحة القتال، وقال ابن الأثير في أُسد الغابة: «وبقرت هندبطن حمزة -رضي الله عنه- فأخرجت كبده(10)، فجعلت تلوكها فلم تسغها فلفظتها»، فقال النبي ﷺ: «لو دخل بطنها لم تمسها النار» فلما شهدها النبي ﷺ اشتدَّ وجْده عليه، وقال: «لئن ظفرتُ بهم لأمثلن بسبعين منهم» فأنزل الله سبحانه:

"وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ" (النحل: 126، 127)

وروى أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: وقف رسول الله ﷺ على حمزة، وقد مُثِّل به فلم يرَ منظرًا كان أوجع لقلبه منه، فقال: «رحمك الله، أي عم فلقد كنت وصولًا للرحم فعولًا للخيرات»(11).

وجاء في كتب التفسير أن الآيتين المذكورتين ضمن ثلاث آيات في آخر سورة النحل نزلتا بالمدينة بعد غزوة أحد.

وقد حزن المسلمون لمقتل حمزة، والتمثيل بجثته، ورُوي أنهم أقسموا بما أقسم به الرسول، الذي التجأ بعد نزول هاتين الآيتين إلى الصبر والعفو والتسامح والتكفير عن قسَمه؛ ليكون سلوكًا وقدوةً للناس جميعًا.

• العباس بن عبد المطلب:

هو عم الرسول ﷺ، الذي شهد معه بيعة العقبة قبل الهجرة، وكان يومها على غير الإسلام، وخرج مع المشركين إلى غزوة بدر مُكرهًا، وأُسر فيها مع مَنْ أُسر من المشركين، وأسلم في مكة، ورغب في الهجرة، فقال له الرسول: «مقامك بمكة خير» ثم هاجر، والتقى بالرسول، وهو في طريقه إلى فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة، فبعث أهله إلى المدينة، وعاد مع الرسول إلى مكة، وقال له النبي ﷺ: «أنت آخر المهاجرين كما أنني آخر الأنبياء»(12)، وتوفي بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة، ولم ينزل في شأنه شيء من القرآن الكريم.

• أبو لهب بن عبد المطلب:

أبو لهب: «هو أحد أعمام رسول الله ﷺ، واسمه عبد العزى بن عبد المطلب، وكنيته أبو عتبة، وإنما سُمِّي أبا لهب لإشراق وجهه، وكان كثير الأذيَّة لرسول الله ﷺ والبغض له، والازدراء به، والتنقص له ولدينه»(13).

قال البخاري في رواية عن ابن عباس: «إن النبي ﷺ خرج إلى البطحاء، فصعد الجبل فنادى (يا صباحاه) فاجتمعت إليه قريش فقال: « أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مُصبِّحكم أو ممسيكم أكنتم تصدقوني؟ قالوا: نعم. قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد»، فقال أبو لهب: ألهذا جمعتنا؟ تبًا لك. فأنزل الله:

"تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ"  (المسد: 1- 5)

وكان خروج الرسول إلى البطحاء لإنذار قومه بعد أن نزل عليه قول الله تعالى:

"وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" (الشعراء: 214)

وذكر القرطبي أن أم جميل امرأة أبي لهب واسمها أروى بنت حرب بن أمية، وهي أخت أبي سفيان بن حرب، قد استمعت إلى ما نزل في زوجها وفيها من القرآن فأتت الرسول ﷺ تريد إيذاءه فأعمى الله بصرها.

وقوله تعالى:

"مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ"

 أي «ما دفع عنه عذابَ الله ما جمع من المال، ولا ما كسب من الجاه»(14).

وقوله: "ذَاتَ لَهَبٍ"  أي ذات اشتعال وتلهب.

"وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ" بمعنى أنها كانت تمشي بالنميمة بين الناس. وقوله تعالى: "فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ"  أي في عنقها حبل من ليف.

قال القرطبي -رضي الله عنه – نقلًا عن غيره-: «هذا في الدنيا، فكانت تُعيّر النبي ﷺ بالفقر، وهي تحتطب في حبل تجعله في جيدها من ليف، فخنقها الله عزّ وجل به فأهلكها، وهو في الآخرة حبل من نار»(15).

هذا هو حديث القرآن الكريم عن أبي لهب وزوجه أم جميل، عليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

(1) تفسير القرطبي،ج20، ص96.

(2) البخاري.

(3) موقع القبائل العربية، على شبكة الإنترنت.

(4) تاريخ مكة لأحمد السباعي ص24 (طبع نادي مكة الثقافي) ويراجع: (نسب قريش) لأبي عبد الله المصعب الزبيري –تحقيق أ. ليفي بروفنسال – دار المعارف بمصر1982م.

(5) رواه مسلم (2276) وخرجه البخاري بتقارب في الألفاظ.

(6) سورة الفيل.

(7) تفسير القرطبي، ج20، ص200.

(8) أي ابن كثير – نقلا عن غيره.

(9) تفسير ابن كثير، ج4، ص158، وأخرج البخاري الحديث المذكور في تفسير سورة التوبة، وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان، والإمام أحمد في مسنده.

(10) هي هند بنت عتبة زوج أبي سفيان بن حرب.

(11) أسد الغابة، ج2، ص53.

(12) أسد الغابة ج3، ص165.

(13) تفسير ابن كثير، ج8، ص534.

(14) تفسير القرطبي، ج20، ص238.

(15) السابق، ج20، ص241.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
3.9

الأكثر اطلاعا خلال شهر

بحث حسب التاريخ

العدد الحالي

فهرس العدد

من أغلفة المجلة

حقوق الملكية 2024 مجلة الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg