| 09 مايو 2025 م

تهذيب التراث الإسلامي

تهذيب التراث الإسلامي

أ.د محمد عمارة عضو هيئة كبار العلماء

  • 8 يناير 2017
تهذيب التراث الإسلامي

تراثنا الإسلامي: هو الميراث الذي امتلكته الأمة، وعاشت عليه، وأضافت إليه وطورته، في مختلف ميادين العلم والمعرفة والفكر والآداب والفنون، منذ ظهور الإسلام وحتى العصر الذي نعيش فيه، وهو التراث الذي أحيا واستوعب الكثير من مواريث شعوب الأمة في المراحل الحياتية التي سبقت ظهور الإسلام.

وهذا التراث منه ما هو وحي إلهي، مقدس ومعصوم، وهو القرآن الكريم "ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا" (فاطر: 32)، وتأتي السنة النبوية الصحيحة لتمثل البيان النبوي لهذا البلاغ القرآني، ولتكتسب العصمة إذا كانت (متواترة) قطعية الثبوت، أو (عملية) تجسدت في أرض الواقع، وشهدت عليها الأمة، ومارستها جيلا بعد جيل.

وهذا التراث المقدس - الوحي والبيان النبوي للوحي - لا يسمى (فكرا)؛ لأن الفكر عملية بشرية خالصة، وإبداع إنساني، وثمرة للتفكر والتدبر والتعقل والتأمل، وجميعها من صفات الإنسان التي يتنزه عنها الله - سبحانه وتعالى – الذي "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" (الشورى: 11).

فالتراث المقدس علم إلهي كلي مطلق ومحيط، وهو مصدر الوجود، بينما الفكر البشري هو معارف إنسانية، منها الديني الذي هو ثمرة التفكر في الوحي الإلهي، ومنها الدنيوي الذي هو ثمرة للتفكر في الوجود، ولذلك يوصف الله - سبحانه وتعالى - (بالعالم) ولا يوصف (بالمفكر) ولا (بالعارف) لأن المعارف كسبية وجزئية، وغالبًا ما يسبقها جهل، وتلك جميعها من صفات الإنسان، التي يتنزه عنها الله -سبحانه وتعالى-.

ومن الأمثلة على هذا (التمييز) في التراث والموروث (الشريعة) و(الفقه)، فالشريعة وضع إلهي ثابت، بينما (الفقه) اجتهاد بشري محكوم بإطار الشريعة وقواعدها، ولذلك كان (الشارع) هو الله - ولا يوصف بالفقيه - وكان الفقيه هو الإنسان المجتهد في الأحكام الشرعية - ولا يسمى شارعًا -.

ولأن إبداع الأمة الإسلامية، الذي كون تراثنا الإسلامي، هو فكر غير مقدس ولا معصوم، دخل جميعه في باب (الاجتهاد) الذي لا عصمة له، والذي تجوز مراجعته، بل قد تجب هذه المراجعة لهذا اللون من التراث في كثير من الأحيان.

ولقد عرف تراثنا الإسلامي، منذ أن استوى (فن التدوين) في حضارتنا، قبل أكثر من ألف عام - فنا من فنون تحقيق التراث هو فن (تهذيب) هذا التراث، أي مراجعته، وإعادة إخراجه في صورة أفضل، سواء من حيث الشكل أو المضمون.

والذين يراجعون فهارس المخطوطات العربية الإسلامية - التي تعد بالملايين - وعناوين الكتب التي طبعت من هذه المخطوطات، سيجدون آلافا من عناوين الكتب التي هي (تهذيب) لكتب كتبها السابقون.

وفي أول (معجم) رصد عناوين المطبوعات التي طبعتها المطابع العربية في عصرنا الحديث - (معجم المطبوعات العربية والمعربة) ليوسف إليان سركيس (1856-1932م) - وهو الذي رصد عناوين المطبوعات حتى عشرينيات القرن العشرين، نجد العديد من العناوين التي تؤكد على هذه الحقيقة، حقيقة أن (تهذيب التراث) هو فن قديم وأصيل في التعامل مع التراث.

فهناك كتب: (تهذيب الأسماء واللغات)، و(تهذيب إصلاح المنطق) و(تهذيب التاريخ الكبير)، - لابن عساكر (499-571هــ/ 1105-1176م)، و(تهذيب المنطق والكلام) و(تهذيب الوصول إلى علم الأصول) و(اللباب في تهذيب الأنساب). إلخ، إلخ كما نجد فيما طبع بعد هذا التاريخ: (تهذيب سيرة ابن هشام)، و(تهذيب الكامل في اللغة والأدب)، و(تهذيب الصحاح)، و(تهذيب الأغاني)، وغيرها الكثير والكثير في هذا الفن من فنون التعامل مع التراث.

بل إننا إذا نظرنا في كتب السنة النبوية الشريفة، سنجدها جميعها - الصحاح منها والمسانيد - قد قامت على فن التهذيب والغربلة والاختيار من بين المرويات التي نسبت إلى رسول الله - ﷺ - فصحيح البخاري - وهو أصح كتب الحديث النبوي - قد جاء ثمرة لاجتهاد الإمام البخاري (194-256هـ/ـ 810-870م) في الفرز والغربلة والنقد والفحص والتمحيص، وفق قواعد (الرواية) و(الدراية) - كانت حصيلته نحوا من ثلاثة آلاف حديث - إذا استثنينا المكرر - استخلصها البخاري من بين أكثر من ستين ألفا من المرويات التي نسبت إلى رسول الله - ﷺ - وذلك هو عين (التهذيب) لهذه الآلاف المؤلفة من المرويات.

وإذا كان الإمام السيوطي (849-911هــ / 1445-1505م) قد جمع في (الجامع الكبير) مئات الألوف من الأحاديث، وإذا كان الإمام أحمد بن حنبل (164-241هــ 780-855م) قد جمع في (مسنده) نحوا من ثلاثين ألف حديث. فإن الإمام مالك بن أنس (93-179هــ/ 712-795م) قد وقف - في (الموطأ) عند مئات من الأحاديث فقط لا غير، وتلك نماذج لتفاوت الاجتهادات في الغربلة والفحص والنقد والتدقيق - أي التهذيب - للمرويات.

ولذلك، وجدنا منهج (التهذيب) - أي الاختيار - واضحا عند علماء السنة النبوية في التعامل مع الكتب التي جمعت مروياتها، فالبخاري - مثلا - مقدم على غيره من الصحاح والمسانيد، وما اتفق عليه الشيخان - البخاري ومسلم (204-261هــ / 820-875م) - له مكانة متميزة على ما لم يتفقا عليه، ثم جاءت مصنفات حديثية كثيرة اختارت واصطفت من كتب الصحاح، ومن أشهرها في عصرنا الحديث (صفوة صحيح البخاري) للعلامة الشيخ عبدالجليل عيسى (1305-1400هــ / 1888-1980م)، و [المنتخب من السنة] - الذي أنجزه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

ولقد حدث هذا التهذيب والاختيار والغربلة والمراجعة لكثير من كتب التفسير للقرآن الكريم، واتخذ ذلك - أحيانا - شكل (الخلاصة)، و(الصفوة)، و(الاختصار).

وإذا كان هذا المنهج في التعامل مع التراث - التهذيب لهذا التراث - منهجًا قديمًا وأصيلا، عرفه أسلافنا، وطبقوه في مختلف فنون التراث، فإننا لا نغالي إذا قلنا إننا نحتاج - في واقعنا الفكري المعاصر - إلى (نهضة في تهذيب التراث)، وذلك لترشيد فكرنا الإسلامي المعاصر، ولإقامة المصالحة الحقيقية بين هذا التراث وبين حقائق الوحي الإلهي المعصوم من جانب، وبينه وبين الحقائق العلمية من جانب آخر، وعلى سبيل المثال:

1 - فإن الكثير من كتب التفسير القديمة للقرآن الكريم قد تسربت إليها بعض من الإسرائيليات المليئة بالقصص الخرافية، سواء في الحديث عن التواريخ القديمة للأمم السابقة، أو أخبار بدء الخلق، أو في الحديث عن المُغيَّبات - سواء منها الحكايات عن عالم الغيب أو عن الفتن والملاحم التي ستأتي في آخر الزمان.

وإذا كان الإسلام قد امتاز وتميز - بل وتفرد - بالاقتصاد في الحديث عن المغيبات، كي يدفع العقل المسلم للتركيز على الإبداع في عالم الشهادة، فإن هذه الإسرائيليات قد حرفت العقل المسلم عن رسالته وأغرقته في هذا الطوفان من القصص الخرافي الذي لا أصل له في الوحي القرآني، ولا ذكر له فيما تواتر أو صح من أحاديث رسول الله ﷺ.

ولقد كتبت دراسات نفيسة حول قضية الإسرائيليات في كتب التفسير القرآني، وضرورة تنقية هذه الكتب - أي تهذيبها - من هذه الإسرائيليات، وذلك مثل كتابات المرحوم الشيخ محمد حسين الذهبي (1333-1397هــ / 1915-1977م) [الإسرائيليات في التفسير والحديث]، و[الاتجاهات المنحرفة في التفسير: دوافعها ودفعها]، ومن أحدث هذه الكتابات رسالة الدكتوراه التي أنجزت في كلية دار العلوم، والتي تتبعت صاحبتها الأصول العبرية لهذه الإسرائيليات التي تسربت إلى كتب التفاسير والتواريخ - وهي رسالة نشرها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

وإذا كان القرآن الكريم قد جاء معجزة عقلية، تستحث العقل ليتفكر ويتدبر ويتذكر، وإذا كان الدين الإسلامي هو علم بالمعنى الدقيق لمصطلح العلم - أي ابن الدليل والعقل والمنطق - وبعبارة الإمام مالك بن أنس: «فإن ديننا هذا علم، وإن علمنا هذا دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم» - فإن تهذيب كتب التفسير القديمة، وتنقيتها من القصص الخرافي الذي تسرب إليها، هو الشرط الضروري لجعل هذه التفاسير متسقة مع العقلانية القرآنية، ومع المنهاج القرآني في تقدير العلم والعلماء:
"شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"
 (آل عمران: 18)

كما أن هذا التهذيب لهذه التفاسير هو الشرط لتخليص قراء هذه التفاسير من (المنهج الخرافي) ووصلهم بالمنهج العلمي والعقلانية المؤمنة، التي بدونها لا سبيل إلى التقدم والنهوض.

إننا بحاجة إلى تهذيب هذه الكتب - في تفسير القرآن الكريم - تهذيبًا ينقيها من هذا القصص الخرافي الإسرائيلي، مع بقاء مخطوطاتها وطبعاتها القديمة على حالها، كمصادر لدراسات الباحثين والمتخصصين، وليس هذا بالأمر الغريب أو الجديد، فلدينا - في دور الكتب - تراث ضخم كتب في السحر والشعوذة وأسرار الحروف والأرقام والتنجيم، لا يطلع عليه إلا الباحثون الدارسون الذين يقدمون لدور الكتب شهادات جامعاتهم أو مراكز أبحاثهم الشاهدة على حاجتهم الأكاديمية إلى الاطلاع على هذا (التراث).

وكذلك يجب أن يكون الحال مع هذا التراث في التفسير - بعد تهذيبه في الطبعات التي تنشر بين الجمهور مع بقاء أصوله وقفا على الباحثين المتخصصين، الذين يدرسونه في سياقاته التاريخية، ويبحثون عن العلل التي أَدخلتْ عليه هذه الإسرائيليات.

2 - وفي علم العقيدة الإسلامية - علم الكلام الإسلامي - سنجد الكثير من الجدل الذي دار بين علماء الكلام في الإلهيات والغيبيات - التي اقتصد الإسلام في الحديث عنها، لعجز العقل البشري - وهو نسبي الإدراك عن فقه حقائقها ومكنوناتها، بل ولعجز اللغة عن التعبير عن كنه هذه الحقائق - وهو جدل تضخمت به كثير من كتب الفرق والمذاهب الكلامية، تسرب إليها من المجادلات والمناظرات التي دارت بين علماء الكلام وبين أصحاب المذاهب والديانات غير الإسلامية - وخاصة مذاهب الفرس والهنود وفلاسفة الغنوصية والباطنية، ثم حدث أن انتقلت هذه المجادلات من ميدان الصراع الفكري الخارجي إلى ميدان الجدل بين المذاهب الإسلامية فوظفت في غير ميدانها، وفرقت الصف الإسلامي، وأورثته الكثير من ألوان التعصب المذهبي المقيت، حتى ليشهد على هذه الحقيقة أحد أساطين هذا العلم - حجة الإسلام أبو حامد الغزالي (450-505هــ/ 1058-1111م) فيقول: إنك قد تعرض المسألة على الأشعري فيوافقك عليها، فإذا قلت له إنها رأي المعتزلة عاد فرفضها، بعد أن كان قد قبلها، والعكس صحيح!

ولقد رأينا الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده (1266-1323هــ / 1849-1905م) عندما كتب كتابه الصغير النفيس [رسالة التوحيد] كيف هذب فيه علم العقيدة الإسلامية، عندما نقاها من (شغب المتكلمين القدماء) الذين افتعلت خلافاتهم المذهبية الكثير من المسائل الخلافية المتوهمة.. فلما جاء الإمام محمد عبده، ونقى هذه العقائد من تعصب الفرق والمذاهب، اكتشفنا المساحة الواسعة للأرض المشتركة بين جميع هذه المذاهب في العقائد والتصورات والمسائل التي ملأ الخلاف حولها كتب علم الكلام القديم.

ولذلك، فإننا بحاجة إلى تهذيب تراثنا في علم الكلام، تهذيبا يستخلص العقائد التي جاء بها الوحي الإلهي المعصوم في النصوص قطعية الدلالة والثبوت، وتقديم هذا التراث إلى جمهور الأمة، مع بقاء مخطوطات ذلك التراث وطبعاتها القديمة وقفا على أهل الاختصاص من الباحثين والعلماء.

ولقد سبق لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي أن مارس هذا التهذيب لعلم العقائد الإسلامية عندما كتب كتبه: [الاقتصاد في الاعتقاد]، و[إلجام العوام عن علم الكلام] ، [المضنون به على غير أهله]، فميز بين ما هو ضروري للجمهور وبين ما هو وقف على أهل الاختصاص، وكذلك صنع ابن رشد (520-595هــ/ 1126-1198م) مع التأويل للآيات المتشابهات.

3- وميدان ثالث من ميادين التراث الإسلامي الذي يحتاج إلى التهذيب، هو تراثنا في التصوف، إن التصوف هو علم القلوب والسلوك، وليس هناك عالم من علماء الإسلام ترك بصمته على الثقافة الإسلامية إلا وقد جمع بين الفلسفة العقلانية وبين تقوى القلوب، فتقوى القلوب ترطب الحسابات المجردة للعقول، وحسابات العقول توقظ وتضبط خطرات القلوب، فتكون الثمرة هي ثقافة الوسطية الإسلامية الجامعة والمتوازنة، البريئة من انشطارية التناقضات الحادة بين (العقل) و(النقل)، تلك التي أثمرت ثمرات مرة، من مثل (الخبراء) الذين لا قلوب لهم، و(الفقهاء) الذين لا عقول لهم!.

لكن تراثنا في التصوف، قد تسربت إلى كثير من كتبه، ركامات من الخرافة والشعوذة والأساطير التي سيقت تحت عناوين (الخوارق) و(الكرامات).

صحيح أن (الخوارق) و(الكرامات) هي من الحقائق المجمع عليها إسلاميا، باعتبارها إكراما إلهيا لمن صفت نفوسهم بالرياضات الروحية، وتخففت أرواحهم من أثقال المادة وظلماتها الحاجبة للأرواح، فنمت ملكاتهم الروحية - بهذه الرياضات والمجاهدات الروحية - كما تنمو القوى المادية - العضلات الجسمانية - بالتمارين الرياضية، حتى لتخرق حدود العادة والمألوف.

لكن إجماع أهل هذا الطريق قد انعقد - أيضا - على الامتناع عن إثبات شيء من هذه الخوارق والكرامات في الكتب الجمهورية، وعلى تحريم التحدي بهذه الكرامات، أو طلب التصديق بها لدى الجمهور - كما هو الحال مع معجزات الأنبياء والمرسلين.

لذلك، كان امتلاء كتب التصوف بهذه الخوارق والكرامات مما يتنافى مع منهاج أهل هذا الطريق، ولعل الذين أدخلوا ذلك في هذه الكتب هم الذين أرادوا التكسب من وراء (الطرق الصوفية)، ممن ليست لهم قدم راسخة وعلاقة وثيقة بعلم القلوب والسلوك!

ولقد تحدث الإمام محمد عبده عن أن الكثير مما نسب إلى الإمام الشعراني (898 - 973هـ/ 1493 - 1565م) في كتابه (الطبقات) لا علاقة للشعراني به. وإنما هو مدسوس عليه من الذين أرادوا التكسب به لدى عوام الناس.

كذلك، فإننا - بإزاء التصوف والتراث الصوفي - أمام رافد غريب عن المنهاج الإسلامي في التصوف الشرعي، هو رافد التصوف الباطني، الوافد إلينا من التراث الغنوصي - اليوناني والهندي - وهو تراث غريب عن الوسطية الإسلامية التي جمعت بين (العقل) و(النقل) وبين (الشريعة) و(الحقيقة)، وبين (التجربة) و(الوجدان)، وبين حقائق عالم الغيب وحقائق عالم الشهادة المبثوثة في الأنفس والآفاق.

لذلك كله، كان تراثنا الصوفي - هو الآخر - في حاجة إلى تهذيب يقدم لجمهور الأمة والمثقفين معالم التصوف الشرعي، لتتوازن ثقافة السالكين لهذا الطريق، مع بقاء مخطوطات هذا التراث وطبعاته القديمة وقفا على الباحثين والدارسين المتخصصين.

يتبع

طباعة

حقوق الملكية 2025 مجلة الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg