| 09 مايو 2025 م

التراث الأزهري: ماضيه وحاضره

التراث الأزهري: ماضيه وحاضره

أ.د/ إبراهيم صلاح الهدهد

  • 15 يناير 2017
التراث الأزهري: ماضيه وحاضره

الأزهريون والإصلاح

ما أعظم قول الإمام محمد عبده: «إن العقل هو جوهر إنسانية الإنسان، وهو أفضل القوى الإنسانية على الحقيقة، ولقد تآخى العقل والدين لأول مرة في كتاب مقدس على لسان نبي مرسل بتصريح لا يقبل التأويل، وتقرر بين المسلمين كافة، إلا من لا ثقة بعقله، ولا بدينه... فالله يخاطب في كتابه الفكر والعقل والعلم بدون قيد ولا حد... والذي علينا اعتقاده أن الدين الإسلامي دين توحيد في العقائد، لا دين تفريق في القواعد. والعقل من أشد أعوانه، والنقل من أقوى أركانه»(1).

وهذا الاتجاه يعرف في تراثنا ـ على حد قول د/ عمارة ـ بالاتجاه الأشعري، وقد تطور هذا الاتجاه على يد أبي حامد الغزالي (ت/505هـ) وأقرانه من مثل أبي بكر الباقلاني (ت/453هــ) وإمام الحرمين الجويني(ت/478هــ) ولما كان هذا الاتجاه هو الصورة المثلى للإسلام الوسطي كان هو الأكثر انتشارًا وشيوعًا في العالم الإسلامي، وقد تبنى هذا الاتجاه الأزهر الشريف، وكلما رأى علماؤه زيغا عنه، أو تركًا له، أو عدوانًا عليه فزعوا للذود عنه، وأعادوا إحياءه، وكانت أعين الأزهر بصيرة بالواقع الإسلامي عبر الزمن أبقاه الله معمورًا، وفي العالمين مذكورًا، ووفق أهله ورجاله إلى صون هذه الرسالة، ونشر صحيح الإسلام واعتداله في العالمين، وهذه بعض علامات من إصلاحه.
 

الشيخ حسن العطار والإصلاح في الأزهر (1182هــ /1768م)
شهد النصف الأول من القرن التاسع عشر بداية الدعوة إلى الإصلاح والتجديد في الأزهر، وكانت أبرز الدعوات إلى إصلاح الأزهر دعوة الشيخ حسن العطار، وقد أعلن آراءه في الدعوة إلى التجديد في مناهج التربية والتعليم وإدخال العلوم الحديثة، كما طالب بإعادة تدريس العلوم المهجورة بالأزهر إلى مناهجه، فطالب بدراسة الفلسفة والجغرافيا والتاريخ والأدب والعلوم الطبيعية، والرجوع إلي أمهات الكتب العلمية وعدم الاقتصار على المتون والحواشي المتأخرة كما نادى بالإفادة من أئمة العلماء القدماء وعدم الاقتصار على العلماء المتأخرين المقلدين وقد تلقف دعوته العلماء الأعلام جيلًا بعد جيل حتى آتت أُكلها، وكان شعار الشيخ العطار قوله: «إن بلادنا لابد أن تتغير أحوالها ويتجدد بها من المعارف ما ليس فيها»، وقد طبق ذلك تطبيقًا عمليًا، فدرّس وألّف وصنف في فنون شتى لم تكن مطروقة في عهده، ثم وجه تلاميذه إلى التجديد فيما يعالجونه من أبحاث ودراسات حتى ولو كانت تتناول موضوعات قديمة، فقد نجح في إدخال الدراسات الأدبية بالأزهر على يدي تلميذه محمد عياد الطنطاوي، وهو الذي أشار بإرسال تلميذه النجيب رفاعة الطهطاوي إلى فرنسا، وهو الذي وجهه وأرشده إلى استيعاب ما يمكن استيعابه من آثار الحضارة الفرنسية، وأشار عليه بتدوين كل ما يشاهده أو يعرفه أو يسمع عنه مما كان له أكبر الأثر في تطوير الأزهر بعد ذلك.
وقد بدأ الشيخ العطار بنفسه فتبحر في الكتب التي لم تكن تدرَّس في الأزهر، جاعلًا من نفسه القدوة في ذلك، فأقبل على كتب التاريخ، والجغرافيا، والطب، والرياضة، والفلك، والأدب، وقرأ الكثير من هذه الكتب وتفهمها، غير أن نظام التدريس في الأزهر لم يكن يسمح له أن يدرِّس بعض هذه الكتب، ثم إن المجموعة التي كانت تحيط به من شيوخ وطلاب ما كانت لتستسيغ هذه العلوم أو تقبلها، بل لعلها كانت تتهم المشتغلين بها بشيء من الزيغ عن الجادة، والبعد عن علوم السلف، وعما يجب أن يلزمه رجال الدين.
 
لهذا لم يلبث أن اختص بتلك العلوم نفرًا من تلاميذه الممتازين، فقربهم إليه، وأقرأهم ما كان يقرأ، ورغبهم في هذه العلوم الجديدة فأقبلوا عليها.


محمد علي واستعانته بالأزهريين في تطوير التعليم وإصلاحه
عندما جال محمد علي باشا بنظره لم يجد أفضل مَنْ الأزهريين ليساعدوه على بناء النهضة التي نشدها، وكان رجال الأزهر على قدر المسئولية، فكانوا مَنْ تحمل شرف مسئولية تنوير الأُمة وتجديد تراثها، وحينما بدأ محمد علي نهضته، واحتاج إلى بعض مشايخ الأزهر للتدريس في مدارسه الجديدة، أو لتصحيح الكتب المترجمة، كان تلاميذ العطار، أمثال محمد شهاب الدين، وحسن قويدر الخليلي، ومحمد عياد الطنطاوي، وغيرهم خير من قام بهذا الأمر.
وعندما طلب محمد علي في سنة 1242 هـ/ 1826م إلى الشيخ العطار أن ينتخب من علماء الأزهر إمامًا للبعثة المتجهة إلى فرنسا، يتصف باللباقة والحصافة، اختار تلميذه رفاعة الطهطاوي لهذه الوظيفة، ومن المبعوثين الأزهريين من ابتُعث لدراسة الطب والهندسة والعلوم العسكرية، وخلافها، لذا فقد أصبح جل طلاب الطب الأوائل في مصر من الأزهر، وكذلك في الهندسة والعلوم العسكرية، وقد أبدوا ذكاء وحسن استعدادٍ وبراعة وتميزًا.


جمال الدين الأفغاني وإصلاح الأزهر:
ولد جمال الدين الأفغاني 1254هــ بقرية أسعد آباد من أعمال كابل، وتلقى العلم هناك في معاهد ودرس النحو والصرف وعلوم البلاغة وعلم التاريخ والإنشاء العربي، وعلوم الشريعة والفلسفة والرياضة والمنطق والطب والتشريح والفنون الحربية، ثم أكمل دراسته بالهند فدرس فيها العلوم العصرية والإنجليزية والفارسية والتركية والعربية من قبل ذلك، ولقد كان لهذا التكوين الثقافي المتسع أثر بالغ في قدرة الشيخ على التجديد والإصلاح، إذ لا سبيل إلى الإصلاح إلا بالتبحر في الثقافة والعلوم والفنون، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وقد جاب ـ رحمه الله ـ البلاد شرقًا وغربًا يبين الخطر الداهم الذي يحيط بالإسلام من أفغانستان إلى الهند إلى مصر إلى الآستانة، وتردد عليه علماء الأزهر، وأعجبوا به،  وجعل من بيته مقصدا للنابهين من طلاب العلم بالأزهر، وكان يدرس لهم أمهات الكتب في علم الكلام والهيئة والتصوف وأصول الفقه، وكان يقصد بذلك إلى الإصلاح فقد كانت الحواشي والتقريرات للمتأخرين هي النمط السائد للدراسة في الأزهر آنذاك، فأراد أن يردهم إلى كتب المتقدمين من أهل العلم، فنشأت  جماعة من تلاميذه من طلاب الأزهر امتلأت قلوبهم حبا في الإصلاح، وكان أول ما عملوه كتابة منشور علقوه على أعمدة الأزهر في سواد الليل، وبينوا فيه مواضع الخلل في التعليم بالأزهر، وشرحوا الوسائل التي تؤدي إلى إصلاحه، وظل ـ رحمه الله- يجاهد في سبيل ذلك حتى تاريخ عزل إسماعيل باشا الذي كان مؤمنًا بإصلاح التعليم بالأزهر، ثم تولى الحكم من بعده ابنه توفيق باشا الذي بدأ حكمه بنفي جمال الدين من مصر 1296هــ(2).


معالم الإصلاح عند الإمام محمد عبده (1849م: 1905م):
تتجلى معالم الإصلاح في منهج الإمام في أمور أهمها:
1
ـ العودة إلى الإسلام الحق: قال ـ رحمه الله ـ :« ألم يأن لنا أن نرجع إلى المعروف مما كان عليه سلفنا؟! فنحيا بما كان قد أحياهم، ونترك ما ابتدعه أخلافهم مما أماتهم وأماتنا معهم» والسلفية تعني عنده (فَهْمُ الدين على طريقة سلف الأمة قبل ظهور الخلاف، والرجوع في كسب معارفه إلى ينابيعه الأولى).
2
ـ القضاء على مبدأ التقليد: قال ـ رحمه الله ـ:«إن استعمال الفكر والبصيرة في الدين يحتاج إلى الشجاعة وقوة الجنان، وأن يكون طالب الحق صابرًا ثابتًا لا تزعزعه المخاوف، فإن فكر الإنسان لا يستبعده إلا الخوف من لوم الناس واحتقارهم له إذا هو خالفهم، أو الخوف من الضلال إذا هو بحث بنفسه، وإذا كان لا بصيرة له ولا فهم فما يدريه لعل الذي هو فيه عين الضلال إذ إن الخوف من الضلال هو عين الضلال، فعلى طالب الحق أن يتشجع حتى يكون شجاعًا، والله ـ تعالى ـ قد هيأه لكل شجاع في هذه السبيل، ولم نسمع بشجاع في فكره ضل، ولم يظفر بمطلوبه».
3
ـ إصلاح الأزهر: ويتجلى في إطارين (إصلاح شكلي ـ إصلاح فكري)
يمتد الإصلاح الشكلي ليشمل:
(أ) نظام القضاء على الفوضى في تأديب الطلاب والمعلمين وفي الماديات.
(ب) التوسع في المجالات العلمية.
(ج) الرقي باللغة العربية.


الإصلاح الفكري ويشمل:
(أ) العمل من أجل الوصول إلى استقلالية العقل في البحث والتفكير.
(ب) التركيز على نهضة الأمة.
(ج ) السعي من أجل تربية الطلاب والمعلمين والرقي الأخلاقي لهما، وقد كان أساس الإصلاح الفكري هو تشريع قوانين وخطط تعليمية جديدة، وقد كانت محاضرات الإمام محمد عبده في الأزهر نموذج الإصلاح الفكري المستهدف.
4
ـ إصلاح نظام المحاكم الشرعية: المحاكم ومناصب الوعظ والدعوة، هي المواقع العملية التي يشغلها الأزهريون لذا لا بد أن يشملها الإصلاح.
5
ـ إصلاح وظيفة الوعظ والإرشاد: وذلك لشدة تأثيرها على الجماهير، ويجب على الوعاظ أن يلموا إلماما عميقا بأمور الدين وأن يكونوا من المؤهلين تربويا من أجل تنوير جماهير الشعوب.
6
ـ إحياء اللغة العربية: فاللغة هي الوسيلة لفهم الإسلام على وجهه الصحيح، قال الإمام: "لا بد أن يؤخذ القرآن الكريم من أقرب وجوهه على ما ترشد إليه أساليب اللغة العربية ليستجاب لدعوته كما استجاب رعاة الغنم وساقة الإبل ممن أنزل القرآن الكريم بلغتهم، وقد بذل الإمام مجهودات طيبة في سبيل إحياء اللغة(3)"
وقد صدرت عدة قوانين من سنة 1288هـــ إلى سنة 1314هـــ بلغت تسعة قوانين كان من أهمها قانون الجامع الأزهر في 20 محرم 1314هـــ الموافق أول يوليو 1896م وهو القانون الذي انتقل به الأزهر من حياته القديمة إلى حياة فيها شيء من التجديد، وحتى يتبين لنا أمر التجديد لا مناص لنا من التعرف على ما كان يدرس من الكتب والعلوم قبل هذا القانون، ولقد كانت من الكثرة بحيث لا يقدر عقل على حسن استيعابها، ويطول الزمن بدراستها، وجلها للمتأخرين الذين يعنون بتفسير المتون وإقامة المعارك بين المحشِّين عليها بما يستهلك الجهد الأكبر في العناية باللفظ دون الجوهر وهاتيكم الكتب التي كانت تدرس على النحو الذي جاء في الرسالة المقدمة من شـيــخ الأزهر إلى الخديوي في سنة 1310هــ(4:
1
ـ علم التوحيد: كتبه: أم البراهين الصغرى للشيخ محمد يوسف السنوسي بشرح المؤلف والهدهدي والباجوري، وأم البراهين الكبرى للسنوسي، وجوهرة التوحيد للشيخ إبراهيم اللقاني، والعقائد النسفية بشرح السعد التفتازاني، والخريدة للشيخ أحمد الدردير، والمقاصد لسعد الدين التفتازاني، والمواقف للشيخ عبد الرحمن العضد بشرح الجرجاني وطوالع الأنوار للبيضاوي بشرح الأصفهاني ومتن بليحة بشرح الشيخ السقا ومتن السباعي بشرح الباجوري.
2
ـ التصوف: كتبه: الإبريز للشيخ عبد العزيز والأنوار القدسية للشيخ عبد الوهاب الشعراني، العارفين للسمرقندي، وتاج العروس لابن عطاء الله السكندري والتجليات الإلهية للشيخ محيي الدين بن العربي وتحفة الإخوان للشيخ الدردير، وتفليس إبليس لعز الدين بن عبد السلام وتنبيه الغافلين للسمرقندي والتنوير في إسقاط التدبير لابن عطاء الله والإحياء للغزالي، وقوت القلوب لأبي طالب المكي والمنن الكبرى للشيخ الشعراني.
3
ـ التفسير: كتبه: الكشاف للزمخشري وتفسير الجلالين بحاشية الجمل وتفسير الخطيب الشربيني وتفسير البيضاوي وتفسير أبي السعود وتفسير الفخر الرازي وتفسير الخازن والنسفي والإتقان للسيوطي.
4
ـ التجويد والقراءات: الكتب: تحفة الأطفال للجنزوري، والجزرية للجزري والتمهيد له أيضا وجهد المقل للشيخ علي زادة، وإرشاد الرحمن للشيخ عطية الأجهوري، والشاطبية للشاطبي والوقف والابتداء للأشموني.
5
ـ الحديث: كتبه: صحيح البخاري بشروح القسطلاني والعسقلاني والعيني وزكريا الأنصاري، ومختصر البخاري للشيخ ابن أبي جمرة وصحيح مسلم بشرح النووي والشفاء للقاضي عياض بشرح الخزرجي وملا علي قاري، وموطأ الإمام مالك بشرح الزرقاني وابن عبد البر والجامع الصغير للسيوطي لشروح العزيزي والمناوي والأبياري، والأذكار للنووي بشرح ابن علان والتجريد للزبيدي والشمائل المحمدية للترمذي بشرح الجمل، والترغيب والترهيب للمنذري، والأربعين للنووي، وصحيح الترمذي، وصحيح النسائي، وصحيح الأشعث، وصحيح ابن ماجه والمواهب اللدنية للقسطلاني والسيرة الحلبية للحلبي.
6ـ مصطلح الحديث: كتبه: ألفية الحافظ العراقي بشرح العدوي، تقريب النواوي بشرح الجلال السيوطي والنخبة لابن حجر العسقلاني والبيقونية للشيخ عمر البيقوني بشرح الزرقاني ومنظومة الصبان.
7
ـ الفقه الحنفي: كتبه: نور الإيضاح بشرح الشرنبلالي والكنز للنسفي بشرح الطائي وابن نجيم والزيلعي والعيني وتنوير الأبصار للتمرتاش بشرح الحصكفي والبداية للمرغيناني والهداية والغاية وفتح القدير والأشباه والنظائر لابن نجيم والخَرَاج لأبي يوسف وملتقى الأبحر للحلبي بشرح الحصكفي ومجمع البحرين لابن الساعاتي ومتن القدوري للبغدادي وجامع الفصولين والسراجية للسجاوندي.
8
ـ فقه المالكية: كتبه: العشماوية بشرح ابن تركي، العزية لأبي الحسن الشاذلي بشرح الزرقاني ورسالة ابن أبي زيد القيرواني بشرح الحسن الصعيدي وأقرب المسالك لدردير ومختصر خليل بشرح الدردير والخرشي والزرقاني والخطاب والشبراخيتي والمجموع للشيخ الأمير والعاصمية والتبصرة لابن فرحون والقلصاوي.
9
ـ فقه الشافعية: كتبه: التقريب لأبي شجاع بشرح ابن قاسم والخطيب الشربيني والأشباه والنظائر للسيوطي والتحرير للشيخ زكريا الأنصاري ومنهج الطلاب له أيضا والروض لابن المقري ومنهاج الطالبين للنووي والعباب لابن المذحجي ونهج الطلاب للجوهري والبهجة لابن الوردي والوجيز للغزالي والروض للنووي والإرشاد لابن المقري وكشف النقاب للونائي وفتاوى ابن حجر وفتاوى الرملي والرحبية والترتيب للمارديني وكشف الغوامض للسبط وألفية ابن الهائم.
10
ـ فقه الحنبلية: كتبه: الدليل للشيخ مرعي وزاد المستقنع للبهوتي والمنتهي للفتوحي والإقناع للحجاوي والإنصاف للمرداوي والفروع لابن مفلح وتصحيح الفروع للمرداوي ومختصر الشطي.
11
ـ أصول الفقه: كتبه: جمع الجوامع للسبكي بشرح الجلال المحلي ومختصر ابن الحاجب بشرح العضد ومنار الأنوار للنسفي بشرح ابن مالك والحصكفي وابن نجيم والتنقيح لصدر الشريعة وتنقيح الفصول للقرافي والورقات لإمام الحرمين بشرح المحلي وابن قاسم والورقات للحطاب والتحرير للكمال بن الهمام وفصول البدائع والمرآة.
12
ـ اللغة: كتبها: القاموس للفيروزآبادي والصحاح للجوهري ومختار الصحاح للرازي والمصباح المنير للفيومي وفقه اللغة للثعالبي والأساس للزمخشري والمزهر للسيوطي ولسان العرب لابن منظور.
13
ـ النحو: كتبه: الآجرّومية للصنهاجي بشرح الكفراوي والشيخ خالد والأزهرية وشرحها للشيخ خالد وقطر الندى لابن هشام وشذور الذهب له أيضا وألفية ابن مالك بشرح ابن عقيل والأشموني ومغني اللبيب لابن هشام والكافية لابن الحاجب والتسهيل لابن مالك.
14
ـ الصرف: كتبه: المراح لأحمد بن مسعود والشافية لابن الحاجب بشرح الرضي والتصريف للعزي بشرح السعد والترصيف للأخضري ونظم العقود للطحاوي ولامية الأفعال لابن مالك ورسالة الجوهري في الاشتقاق.
15
ـ علوم البلاغة: كتبها: التلخيص للخطيب القزويني بشرح السعد والمفتاح للسكاكي بشرح السعد والسيد والجوهر المكنون للأخضري بشرح الدمنهوري وعقود الجمان وشرحه للسيوطي والرسالة البيانية للصبان والسمرقندية.
16
ـ العروض والقوافي: كتبه: الكافي للقنائي والخزرجية ومنظومة الصبان.
17
ـ المنطق: كتبه: السلم للأخضري بشرح المؤلف والقويستي والملوي والباجوري وإيساغوجي للأبهري بشرح زكريا الأنصاري والتهذيب للسعد التفتازاني بشرح الخبيصي والشمسية للكاتبي بشرح القطب الرازي والمختصر للسنوسي والمطالع للأرموي بشرح الرازي.
18
ـ أدب البحث والمناظرة: كتبه: آداب الكلنبوي بشرح حسن باشا زادة وآداب السمرقندي بشرح الشيرواني وآداب الساجقلي للمرعشي وآداب الجرجاني.
19
ـ التاريخ: كتبه: تاريخ الخميس للقاضي حسين الديار بكري وإسعاف الراغبين للصبان ومقدمة ابن خلدون وتاريخه العبر وديوان المبتدأ والخبر والكامل لابن الأثير والخطط للمقريزي والعقد الفريد لابن عبد ربه والطبقات الصغرى لابن السبكي وطبقات الشعراني.
20
ـ الحساب والجبر: كتبه: الوسيلة لابن الهائم والتحفة السنية للسبط والسخاوية للسخاوي والياسمينية لابن الهائم والدرة البيضاء للأخضري والخلاصة للعاملي والتلخيص للدمياطي واللمعة لابن الهائم.
21
ـ الميقات والهيئة: الكتب: دقائق الحقائق للسبط وخلاصة المختصرات لابن عائشة ورسالة في العمل بالربع للجبرتي والمقدمة لمحمد المجدي وتحفة الإخوان لابن قاسم والوضع على الجهات للمالكي الأندلسي ورسالة الوقت والقبلة للقليوبي، ورسالة في معرفة التواريخ لأحمد بن المجدي وتسهيل الدقائق لخليل الفرازي والتذكرة للطوسي والمطلع السعيد لحسين زائد.
22
ـ الحكمة: كتبها: الإشارات لابن سينا والهداية لأثير الدين الأبهري وحكمة العين للكاتبي ومقولات السجاعي ومقولات البليدي ومقولات المرصفي وغاية النشر لعبد الجواد القباني.
23
ـ الرسم: كتبه: منظومة في الرسم العثماني، ورسم مصحف عثمان، ومنظومة في الرسم القياسي.
وقد كان حفظ المتون أول ما يُهتم به في الأزهر حتى شاعت مقولة: من حفظ المتون حاز الفنون، وقد كانوا يحفظون المتون قبل البدء في مسائل العلوم، وكانت عناية تلك الكتب بتفسير غوامض المتون وحل عقدها فاقتضت المتون حواشي واقتضت الحواشي تقريرات، وكان ذلك دون فرق بين ما يدرس للمبتدئين والمنتهين، وكان من سالف ما مضى أن الإمام محمد عبده مكث نحو ثمانية عشر شهرا لا يفهم شيئا مما يدرسه الشيوخ له فانصرف عن طلب العلم إلى بلده ولولا أن هيأ الله له قريبا في بلده لما رجع إلى طلب العلم بالأزهر، وقد كان الحال كذلك حتى جاء قانون 1314هــ مشتملا على ستة أبواب ضمت اثنتين وستين مادة، تألف به مجلس إدارة الأزهر ووضعت شروط انتساب الطلبة ونظام التدريس وقد جاء فيه أنه يمتنع قراءة الحواشي والتقارير للطلبة المبتدئين من السنة الأولى إلى الرابعة ويخير الطلبة والأساتذة بعد ذلك في قراءة الحواشي وأما التقارير فلا يجوز دراستها إلا بقرار من مجلس الإدارة كما خصص في القانون باب لنظام الامتحان، وقسمت العلوم إلى قسمين مقاصد ووسائل. المقاصد: علوم التوحيد والتفسير والحديث والفقه وأصول الفقه والأخلاق الدينية. والوسائل هي: المنطق والنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع ومصطلح الحديث والحساب والجبر وهي بقسميها علوم ضرورية وهناك علوم أخرى لا يلزم الامتحان فيها وهي تاريخ الإسلام وصناعة الإنشاء ومتن اللغة وآدابها وتقويم البلدان ومبادئ الهندسة، كما حددت الإجازات للطلاب في هذا القانون، ووزعت كتب الدراسة على كل مرحلة كما سيأتي في العدد المقبل بإذن الله.

(1) السلف والسلفية 75،74 نقلا عن الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده.
(2)
ينظر: تاريخ الإصلاح في الأزهر للشيخ عبد المتعال الصعيدي ، ص32 وما بعدها.
(3)
ينظر: الإمام محمد عبده للدكتور محمد البهي ص 97 وما بعدها بتصرف، ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 2005م، وينظر: السلف والسلفية د/ محمد عمارة ص11.
(4)
ينظر تاريخ الإصلاح في الأزهر للشيخ عبد المتعال الصعيدي ص50 وما بعدها.

 

طباعة
كلمات دالة:

حقوق الملكية 2025 مجلة الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg