بيّنا في المقال السابق أن التشريع الإسلامي قد أوصد الباب بالكلية أمام وباء الرق، وجفف منابعه، وكَبَحَ جِماحَ الظلم، وحب السيطرة على الخلق، وفي الوقت نفسه ـ الذي عمل فيه على تجفيف منابع الرق ـ وضع خُطةً محكمة للقضاء على هذا الوباء العضال، وفتح النوافذ المتعددة التي تمنح الحرية لأصحابها ـ ممن وقعوا ظلمًا تحت نير الاستعباد ـ فما من سبيل يوصل إلى عودة هذا الحق الأصيل للإنسان إلا وسلكه الإسلام، وما من طريق تكْفلُ هذا الحق وتحافظ عليه إلا وعبدها وذللها. وقد اتخذ التشريع الإسلامي في هذا العلاج الناجع طرقًا متعددة جاء بها منهاجه القويم - القرآن الكريم والسنة الصحيحة.