ما أصدق قول شيخ الإسلام ابن حجر الهيثمي (ت: ٩٧٤ هـ ) عن فضائل الأزهر: " ليس على وجه الأرض بقعة جمعت من علماء الأمة وصلحائها، والجهد في طلب العلم وتعلمه وتعليمه، والدأب في ذلك الليل والنهار مثله، بحيث أجمعوا على أنه لم يقع منذ أزمان وإلى الآن أنه خلى من علم أو ذكر ساعة من ليل أونهار"(1) وهذا الوصف أكسب الأزهر وعلماءه السيادة، كما قال الشيخ أبو بكر الشنواني: "الأزهر هو الجامع الذي هو أول بيت وضع للناس بالقاهرة(2)، وهذا الجامع المذكور هو بذكر الله معمور، وقد اختص بكثرة العبادة، واكتساب السيادة،
واستعقاب السعادة، فياله من جامع ما أزهره، وموضع ما أنوره، والجالس فيه يجد راحة من قبل الرحمن، ولا ينكر ذلك إلا من ابتلي بالحرمان، وقد انتشر في الآفاق علماؤه، ونفع الشرق والغرب صلحاؤه، ولا عبادة متيسرة في مثله، ولا علم أكثر مما بين أهله، وهذه نبذة يسيرة، وإلا ففضله شائع، وفخره ذائع، ولله الفضل والمنة، إذ جعل عمله من عمل أهل الجنة" (3).