لقد فرض الله ـ تعالى ـ علينا الحج إحياءً لملة أبينا إبراهيم ـ عليه السلام ـ وتحقيقًا لدعوته حين قال: "رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ" (إبراهيم: 37)، فقال له المولى عز وجل: "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ" (الحج: 27)، ثم نتعلم منه الدروس والعبر، وخاصة أننا الأمة الخاتمة، ونبينا هو خاتم المرسلين وسيد ولد آدم يوم الدين بلا فخر، وأن يمر حدث جليل وعظيم مثل هذا الحدث ـ مؤتمر الحج الأكبرـ يمر على أمتنا مرَّ الكرام ولا نُعيره القلوب والآذان لشيء مُحال، ففي كل عام في مثل هذه الأيام يتجمع المسلمون من كل فج عميقٍ ليحجوا بيت الله الحرام ويشهدوا منافع لهم، ويستشعروا عظمة المكان والزمان.
السنة الهجرية | 1438 |
الشهر الهجري | ذو الحِجَّة |