تمهيد:
الحرية بصفة عامة حق من حقوق الإنسان التي لا جدال فيها والتي لا يجوز المساس بها أو مصادرتها دون وجه حق، ونقيضُ الحرية هو العبودية.
وليس من حق أحد أن يستعبد الناس ويسخرهم لأغراضه ويسلبهم حقهم المشروع في الحرية وفي اختيار ما يريدون دون ضغط أو إكراه، ومن هنا كانت مقولة عمر بن الخطاب ــ رضى الله عنه ــ "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا".
ولكن هذا الحق المشروع للإنسان ليس حقًا مطلقًا ولا يمكن أن يكون حقًا مطلقًا فالمرء لا يعيش وحده في هذا العالم بل يشاركه فيه غيره من الناس الذين لهم أيضًا حقهم المشروع في الحرية مثله تمامًا ومن هنا كان لا بد من التوفيق بين هذه الحقوق، إذ لا يجوز أن يتمتع بهذا الحق فريق دون فريق، فكلهم في ذلك سواء بصرف النظر عن أجناسهم وأعراقهم ومعتقداتهم فالاعتبار الإنساني - وحده - هو المعيار.
السنة الهجرية | 1439 |
الشهر الهجري | ذو الحِجَّة |