كتبت اليوم لصديقي كتابًا ختَمتُه بهده العبارة: إنى أومن بالله إيمانًا لا حدَّ له، فآمِن بكلِّ ما تستطيع من قوَّة، فإنَّ قلبًا كقلبك لا يكون سعيدًا بغير هذا الايمان، نعم؛ إنِّي أومن بالله، وليس لي غير هذا الإيمان من ملجأ،
فاللهمَّ أدِمْهُ عليَّ، وإنَّ عيني تغرورقان بالدموع عند كتابتي هذا.
إنِّي أومن بالله إيمانًا لا حدَّ له، ونفس كنفسي تجد نوعًا من السعادة في هذا الايمان، اللهمَّ لا تسلبني هذا الايمان، وقَوِّه في قلبي حتى ألقاك وأنا من أكثر الناس إيمانًا بك.
لا أشعر أنَّ هناك عاطفة أرقى ولا أنبل من عاطفة الإحسان، لم أكتب هذه على أثر إحسان قدَّمته، ولكن على أثر شعور بأنَّ كل ما في هذه الحياة حقيقته أقل من مظهره، وأنَّ خير طريق لذي العواطف أنْ يُخفِّف بلوى المبتلين، ويسدَّ حاجة المعوزين، وأنْ يشعر أنَّ كلَّ إنسان على وجه الأرض بائس يحتاج إلى العطف والشفقه مهما ظهر في وجهه من نضرة النعيم.